ويسجل القرآن تلك المشاهد المأساوية في تاريخ المرأة المنكودة ، وينتصر لها ويدافع عن إنسانيتها المعذبة ، فينادي في مجتمع العرب آنذاك مستنكرا أعرافهم ومواقفهم بقوله :
(وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ).(النحل/58 ، 59)
ثم يرفع صوته مرة اخرى مدافعا عن انسانية المرأة وكرامتها :
(وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت ) . (التكوير / 8 ، 9)
بل وينحط مستوى المرأة في ذلك المجتمع الجاهلي المتخلف ، فتتحول إلى سلعة وأداة للاشباع الجنسي ، فينتشر البغاء والاباحية بشكل يجعل المرأة تختار من بين الرجال الذين يمارسون معها عملية الزنا رجلا ، فتنسب إليه ابنها وتعتبره أبا له .
وليست هذه الصورة الاباحية الحيوانية هي أبشع صور الانحطاط الجنسي ، بل وكانت هناك الاحياء الخاصة بالبغايا اللواتي يرفعن الاعلام الحمراء، ويحترفن البغاء، فكانت العرب تسميهن بذوات الاعلام ، بل كان البعض منهم يحترف الاكتساب بالبغايا ، فيشتري الجواري ويسخرهن للعمل بالزنا وكسب المال من هذه الممارسة الجنسية .
وجدير ذكره هنا أن تلك الظاهرة الاخلاقية الجاهلية ، هي ظاهرة متفشية اليوم في المجتمعات الجاهلية المعاصرة ، كالمجتمع الاوربي والامريكي والمجتمعات الماركسية ، المتأثرة بهذا الاسلوب الجاهلي المنحط في كل أنحاء العالم، خصوصا في العالمين الشرقي والغربي، مما يكشف وحدة السلوك والآخلاق والاتجاه الجاهلي .
مخ ۱۱