ومن يمعن النظر في الوثيقة التي كتبها رسول الله (ص) بين المهاجرين والآنصار ووادع فيها اليهود وعاهدهم ؛ يكتشف قيمة هذه الوثيقة السياسية والابعاد القانونية لتنظيم البنية الداخلية للمجتمع الاسلامي والعلاقات الخارجية بين المسلمين ، وقوة اليهود المجاورة لهم آنذاك .
وقد ذكر المؤرخ الشهير ابن إسحاق هذه الوثيقة وعلق عليها قائلا :
وكتب رسول الله (ص) كتابا بين المهاجرين والآنصار، وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم ((1) .
ج المؤاخاة بين المهاجرين والآنصار :
ثم شرع رسول الله (ص) بعد ذلك بالمؤاخاة بين المهاجرين والآنصار كما آخى بين نفسه وعلي بن أبي طالب ، لتنطلق الدعوة والدولة على اسس متينة وبناء اجتماعي راسخ يقوم على اسس التعاون والحب والمساواة التي أثنى القرآن عليها وخلدها بقوله :
(والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ). (الحشر / 9)
2 أما الخطوة الثانية التي خطاها رسول الله في بناء الدولة فهي تكوين الجيش والقوة المسلحة عملا بالاذن الالهي بالجهاد :
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور ) . (الحج / 39 41)
مخ ۱۴