« أي ألم يعلم هؤلاء الكفار (أنا جعلنا حرما آمنا ) يأمن أهله فيه من القتل والغارة ، (ويتخطف الناس من حولهم ) أي يقتل بعضهم بعضا فيما حولهم وهم آمنون في الحرم »(1).
وقال الراغب الاصفهاني في معجم «ألفاظ القرآن» :
« أي يقتلون ويسلبون »(2).
ويذكر القرآن بتلك الصورة المأساوية ، صورة الرعب والخوف والفقر بقوله :
(فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ).(قريش/3، 4)
أما المرأة فكانت تعاني حياة البؤس والشقاء ، وتعامل معاملة الحيوانات والمتاع ، فلا حقوق لها ولا كرامة ، بل لا يسمح لها أن تعيش على سطح هذه الارض ، وهي في عرف ذلك المجتمع الجاهلي ملك للرجل، وتورث كما تورث الحيوانات والممتلكات الاخرى؛ وفقد كان الابناء يرثون زوجات الآباء ويتزوجونهن .
تلك الظاهرة البشعة التي أشار إليها القرآن الكريم ، وحرم الاقدام عليها بقوله :
(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ).(النساء / 22)
بل وكان أحدهم إذا ولدت امرأته بنتا ، سيطر عليه الهم والحزن ، وشعر بالخوف من العار
(9)
وسوء السمعة ، ولجأ إلى قتلها أو دفنها حية أو تقبلها على مضض واحتقار وكراهية؛ فكانت المرأة ضحية هذه العقلية المتخلفة والاعراف الاجتماعية البالية ، حتى بلغت الجريمة والقساوة والوحشية بأولئك القساة الجفاة أن يدفنوا بناتهم وهن أحياء ، للتخلص من الانفاق عليهن ، ومن العار والشنار الذي يخشون وقوعه من المرأة .
مخ ۱۰