سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
صحيح أنه لم يكن على يقين من أبعاد ذلك الانطباع الذي امتلأ به، إلا أنه كان وكلما مر به الوقت، تضاعفت رؤيته ويقينه من تصوره ذاك.
بل إن الغريب هنا أن كثيرين من أصدقائه ومقربيه قد شاركوه ذلك الإحساس.
وأن الملك التبع ذو اليزن، فاتحه كثيرا في ذلك التصور حول الإرهاص بمولد شخص كبير منتظر، قد يغير يوما وجه الأرض، وسيجيء مولده من بين ربوع هذه البلاد.
وفي البداية تصور الوزير «يثرب» أن الملك ذو اليزن - وعلى عادة ما عرف عنه - إنما يوافقه في تصوره هذا، من باب المجاملة فحسب، إلا أن الملك كرر على مسامعه كثيرا مشاركته إحساسه ذاك وعبر مناسبات مختلفة، مما دفع به إلى التيقن من صدق إحساسه.
بل إن حماس التبع في التعجيل ببناء يثرب واستجلاب ما يلزم لبنائها وتخطيطها من خيرة بنائي مصر والعراق والشام وعلى نفقته الخاصة، قد فاق حماسه ذاته.
ولكم حاول الوزير يثرب، أن يدفع الملك التبع إلى أن يعطيها - أي يثرب المدينة - اسمه بدلا منه، إلا أن ذو اليزن رفض مصرا على تكريمه بها.
مما دفع بالوزير إلى مواصلة سهر الليالي بحثا عن شيء - متكافئ - يرد به جميل الملك وحسن صنيعه، دون جدوى.
حتى إذا ما جاء يوم طالبه فيه الملك ذو اليزن بسماع آخر أشعاره وقصائده، أمهله الوزير بضعة أيام ليكتب فيها «معلقته» عنه، ولكم عانى الوزير يثرب في محاولة التعبير عن مدى حبه وتقديره الجارف لذلك الملك التبع، الذي لا يحدوه سوى الخير والعطاء لبسطاء الناس أينما اتجه وقادته قدماه، إلى أن وصفه في قصيدة عصماء.
الفصل الثاني عشر
البحث عن كتاب النيل ومنابعه
ناپیژندل شوی مخ