سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
وفي آخر المكان انتصبت المرأة كمثل عملاق وقد تناثرت جدائل شعرها العسجدي الضارب إلى الحمرة حتى ليكاد يغطي جسدها كله، واقفة على شبه درج يقود إلى عرشها الباهر الذي لا يقل كثيرا عن عروش التباعنة ذاتهم، بيدها مغرفة، ومن هنا وهناك تخالطت روائح الشواء مع البخور المعبق داخل المكان. - أقول تأخرت كثيرا.
نطق سائلا: تأخرت عن ماذا؟
أجابت بصرامة: عن حكم حمير.
قال: أنا الآن تبع حمير.
عاجلته نازلة عن صرحها في حزم: لن تحكم حمير إلا إذا سمعت كلامي ونفذته بكل دقة يا حسان بن أسعد.
وما إن اقتنصت عيناها الواسعتان عينيه في وقفته حتى اعترته رعدة هائلة من قمة الرأس حتى أخمص القدم. - تعال.
تقدم منها طائعا كمثل منوم، إلى أن توقف مطرقا وهي تسر إليه: تذكر جيدا أنه من هنا، من مغارة جبل ضهر «خرج سبعة فراعنة عظام حكموا نيل مصر وديارها.»
أصم العواء الطاغي الذي لم يكن يعرف له مصدرا أذنيه من جديد. - أحقا!؟
وحين قاربته المرأة أحس دفئا يشيع في جسده وأطرافه، وأحس بها مثيرة في فرائها الأحمر القاني محاطة بألسنة لهبها وطلاسمها. - اجلس.
أشارت إلى كرسي بديع التكوين جانبا، وهاله أن الكرسي يعج بمئات الثعابين والحيات المنتصبة على قوائمها، وقد انفتحت أفواهها وحلوقها، وتمددت ألسنتها، كمن تعاني جوعا هائلا منذ دهر. - اجلس.
ناپیژندل شوی مخ