سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
وبعث من فوره برسله لإحضار زوجته شامة وابنه دمر من بانياس، اللذين شاركاه احتفالات النصر التي عمت المدائن عقب صك الملك سيف، لشروط الصلح التي تتيح له حكم تلك المدن الفارسية «السبع» وما يتبعها.
ومرة أخرى وصل الانبهار بشامة لحظة مشاركة الملك اعتلاء عرش الأكاسرة الفرس، على مشهد الجموع المتلاطمة التي قدمت من كل صوب لتقديم فروض الطاعة للملك التبع سيف بن ذي يزن.
هي لحظة لن تغيب أصداؤها عن مخيلة شامة ما حييت. - أجل ما حييت في هذا الجسد.
إلا أن الملك سيف، وكما لو كان يقرأ أعماقها حين استطلع ذلك البريق الخاطف في عينيها السوداوين الباهرتين، «فبادرها مسرا مكرما مقدار مساعدتها له وفك أسره ومواصلة الحرب.» - إنه نصرك أنت يا شامة، فلولا دأبك وجسارتك؛ لكنت الآن ...
انتفضت شامة في وقفتها إلى جانبه على مشهد من الجموع، وقد أدركت غرضه الأخير؛ أي بإنقاذها له من أسره، ثم مؤازرته بكتائب جندها، التي شددت من ساعده في تعقب فيالق الفرس الفارين الغزاة حتى هنا. - للقضاء على منبت الداء.
وطال حكم الملك سيف للمدائن، حتى بعد عودة شامة إلى بلادها، وابنهما - دمر - إلى موطنه بسوريه العليا «بانياس» فقاد سلسلة من الحروب - الوقائية - في كثير من عواصم «الشعوب الفارسية» والهند، متوغلا باتجاه أواسط آسيا على عادة أسلافه التباعنة.
وكان كلما استغرقه الحنين الجارف إلى رفيقة صباه وحبه وموضع سره ومكنونه «شامة» بعث في طلبها، لتشاركه انتصاراته الجديدة، ولتشاركه أيضا المشورة فيما يستجد من أمور، سواء في مصر أو الحبشة أو السودان أو اليمن أو سورية العليا.
أما شامة فكانت على دراية بأهداف الملك التبع، الذي لا يبغي حربا ولا تملكا، بقدر ما يرغب في صد العدوان إثر العدوان، خاصة دسائس الفرس الطامعين وأساليب غدرهم التي تعتمد أول ما تعتمد على عنصر المباغتة، كما حدث في تلك الحملة الأخيرة التي باغتتهما معا إثر زيارتهما السرية لولدهما في بانياس والعروج بعدها إلى يثرب.
من هنا استبد التوجس بالملك سيف إلى حد دفع به إلى التوغل حتى أصفهان، كمن يدفع عن بنيه وقومه شرا وعدوانا مبينا، سرعان ما باغتاه من جديد، حين حملت له الأخبار التي جمعها عيونه وبصاصوه وصول ملك فارسي آخر يدعى «جهينة» ويلقب أيضا ب «الهدهاد» إلى نيل مصر، في غيبته، للقضاء أولا وقبل كل شيء على جيشه وعتاده بجبل الجيوشي كما حدث في الحملة السابقة.
ووقع الخبر ثقيلا منهكا على الملك سيف، حتى إذا ما استشار فيه زوجته شامة، أشارت من فورها بالعودة إلى أرض مصر للتخلص من ذلك الشر المبيت من جانب الفرس.
ناپیژندل شوی مخ