سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
كذلك عصتنا السنون الغوابر
فسحت دموع العين تجري لبلدة
بها الأمن أمن الله فيها المشاعر
ولكم تمنت قمرية على الملك ذو اليزن أن ييسر لها زيارة «البيت» في مكة المكرمة، فوعدها ذو اليزن بذلك، حالما الانتهاء من إتمام مراسيم زواجه منها، وهو الزواج الذي أصبح يتعجله بصبر نافد، إلى حد الاستعجال الواضح.
وهو ما كان يدفع بقمرية إلى التساؤل، وإطالة التفكير وحدها في لحظات خلوتها دون التوصل إلى جواب تشفي به تعطشها. - لماذا العجلة بالزواج؟
بل إن الملك بدأ في أيامه الأخيرة يستفيض معها في الكيفية المثلى لمواصلة حكم حمير والبلاد المفتوحة، مشددا على أهمية سيادة العدل والحكمة، وكأنه إنما يوصيها هي بذلك قبل غيرها. - لماذا هي بالذات؟! وما الذي يبغيه؟!
لقد أصبحت، ومنذ لحظة لقائهما الأول، لا تفكر في مخلوق آخر سواه، فما هو - ذو اليزن - سوى الماء الحي الذي يروي صحراءها العطشى المجدبة، وفي انقطاعه عنها، موتها المحقق كما سبق أن ذكرت. - إذا ابتعدت عني بعد اليوم فسأتجرع سمومي.
تساءلت أمام مراياها العاكسة كالمذهولة: تراه يتصورني طامعة في ملكه.
أضافت: أنا حقا طامعة فيه ولا شيء آخر في هذا العالم الفاني يغنيني عنه، وسواء أكان ذو اليزن أو صيادا معدما فهو عالمي الوحيد، جلي، وفي هذا الكفاية لشفاء ظمئي المتحرق منذ لحظة اللقاء الأول التي لن أنساها ما حييت.
حتى إذا ما ضاق بها الخناق يوما دون أن تعثر على جواب شاف لتساؤلاتها هذه التي لا جواب لها، اتجهت يوما إلى وزيره الأول وصفيه «يثرب»، مختلية به؛ سائلة: كثيرا ما يراودني التساؤل، حول سوء فهم الملك لي، وكأنني إنما جئته طامعة في ملكه، أقول لك الحق أنا فعلا طامعة، لكن فيه هو ذاته، وما عداه سراب.
ناپیژندل شوی مخ