سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
اتجه الملك أرعد من فوره إلى حيث خلوته، عابرا الجسر الموصل بين مقره وقلعته الواقعة داخل الميناء المطوق من ثلاث جهات، والذي حوله إلى شبه جزيرة حصينة، إلى أن توقف مستديرا لوزيره سقرديون مفضيا إليه بهواجسه. - لا بد أنه عرف بخطتنا.
أجابه الوزير باقتضاب: من قمرية، الحبيبة الجديدة التي أصبح الطريق إليها مفتوحا لتعتلي عرش التباعنة.
نظر الملك أرعد إلى الماء مغموما: لا تقف أطماعها أبدا عند حد، تلك الجارية البيضاء. - حية رقطاء، أعجمية.
غمغم الملك مهموما بمرارة بالغة: أما من مهرب أبدا من هذا العالم المليء بالجنس الأبيض وشروره، هه، ها هي قمرية وبعد كل ما قدمته لها زاحفا عند أقدامها.
عاتبه وزيره: حين أهملت كل تحذيراتي عنها. - لننس ما مضى، لتذره الرياح.
علا صوت الملك مهددا: نحن هنا الآن، وفي هذا المكان، التبع لا ينسى ثأره لحظة، مهما تظاهر بالسماحة، وهو أنه لا يبدأ حربا ولا يمشي أبدا إلى حيث الخراب.
عبرا ممشى جانبيا يقود إلى «ذهبية» عائمة إلى أن أصبحا وسط البحر الملبد بالغيوم المتعانقة مع سفوح الجبال الشاهقة المحيطة، وغابا طويلا داخل أغوار البحر المحيط. - جحيم التبع اليمني وانتظاره، جحيم.
أما التبع ذو اليزن، فقد أرجأ على عادته السمحة انتقامه من ملك الأحباش الذي بدأ علاقته به على ذلك النحو الغادر، منشغلا بحبه الجديد من تلك الفتاة - قمرية - التي جاءته قاتلة ومغتالة، فتملكت من فورها أعماق قلبه، حين ذرفت أمامه دموعها مدرارا ندما على ما أقدمت عليه في البداية، وانتهى إليه أمرها إلى حب عميق ضارب الجذور والأبعاد للملك الضحية البهي الطلعة الذي أسرها أسرا بسماحته وفروسيته.
ومن هنا تلاقيا معا منذ البداية - التبع وقمرية - على أرض صلبة من المكاشفة والصراحة، فكانا أن رسخا جذور الحب بدلا من البغضاء والتآمر.
وكان كلما مر يوم جديد، تكشف للتبع مدى طاقات وقدرات قمرية نتيجة عميق معرفتها الواسعة بالكثير من الأمور والمعارف والأحداث، سواء منها ما كان غابرا مندثرا، أو ماثلا يواصل جريانه وسريانه اليومي ليصل يوما إلى مثواه ومنتهاه الأخير.
ناپیژندل شوی مخ