سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
كان قد عقد العزم على الاقتران بها من دون تردد وقبل فوت الأوان. - من يدري ما يخبئه الدهر؟
حتى إذا ما سنحت الفرصة للملك بعدما انقضى وقت العشاء، أفضى أثناءها ذو اليزن لوزيره المقرب «يثرب» بإحساسه نحو قمرية ورغبته المتأججة الطاغية للاقتران بها، رحب الوزير من فوره مباركا في أقصى حماسه وسعادة.
وهكذا أقدم الملك التبع ذو اليزن على الاقتران بقمرية بسرعة وعجل ليخلف منها وريثا لعرش التباعنة. - هيكل، وندعوه: «سيف».
وهو الملك الفاتح سيف بن ذي يزن، آخر الملوك التباعنة، الذي سمي بأبي الأمصار، وحروبه وفتوحاته في أفريقيا والهند وبلاد الفرس.
وهو ما ستطالعنا سيرته، بالجزء الثاني من هذا الكتاب.
الفصل السادس عشر
زواج ذو اليزن من قمرية
منذ اللحظة الأولى التي التقى فيها الملك التبع ذو اليزن بتلك الفتاة الباهرة الجمال المتوقدة الذكاء «قمرية» التي كانت قد جاءته - متسللة كمغتالة - تبغي أولا وقبل كل شيء إزهاق حياته، عن طريق ترياقها المعجل، تخلى عن كل شيء ولم يعد يعرف للنوم طعما.
بل إن التبع احتفظ بقارورة السم الزعاف كما هي إلى جانب فراشه، وكان يحلو له في بعض الليالي تناول تلك القارورة المتناهية الدقة والصغر وتأملها مجددا بعدما استخرجتها قمرية - خلسة - من بين جدائل شعرها العسجدي الضارب إلى الاحمرار، ثم مدت يدها له فتناولتها إياه، بطريقة تلقائية منذ لحظة لقائهما داخل قاعة عرشه ومن دون أن تنطق ببنت شفة. - استريحي!
إلى درجة دفعت بالملك ذو اليزن إلى عدم مفاتحتها في الأمر رغم تعدد لقاءاتهما، وتعرف أبعاد تلك المؤامرة التي تهدف إلى اغتياله في فراشه، كل ذلك من تدبير ملك الحبشة «سيف أرعد» الذي بدأ علاقته معه على هذا النحو الأثيم، بل إن ذو اليزن تعمد من جانبه تغيير الموضوع بكامله بسؤاله لقمرية عن الملك سيف أرعد قائلا: كنت أنوي من جانبي الرد على هداياه بأفضل منها، «أطرق مبتعدا» لكن ما باليد حيلة.
ناپیژندل شوی مخ