============================================================
حكمه بطول السنين قال فلما سمع الملك منه ذلك الكلام قال له أهل تريد الخدمة بديواني وتكون من بعض جلاسى وأقرانى قال له أخدمك بروحى وجسمى وأفدبك بأبى وآمى فقال له البس آوليتك وزير أعظم وصدر افم ودستور مكرم ثم البسه القفطان وأجلسه مرتبته بالديوان وأمر له بمنزل يقيم فيه برجاله وحواشيه فلما أقام أيبك وتمكن أرسل كتابا الى نائب الموصل يعلمه بما جرى وتقدم فهذا ما كان من تأصيلة الوزير آيبك فأنظر يا أخى الى هذه الكرامات الظاهرة وكيف أن هذا ملك ابن ملك وكيف طابت نفسه للخدمة وكيف بعد الملكة يليس وزير والهداية من اللطيف الخبير فهذا ما كان من آمر هؤلاء قال الراوي وأما ما كان من آمر الوزير أيبك فانه تداولت عليه الايام فبينما هو جالس فى بيته واذا بالشيخ صلاح الدين العراقى داخل عليه والنبى صلوا عليه فلما وقعت المين على العين ونظروا الى بعضهم بعضا نهض له أييك وتلقاه وسلم عليه وأكرم مثواه واجلسه الى جانبه وجعل يحدثه.
ويلاعبه وهو يزخرف له الضلال ويحسن له الكذب والمقال ثم آن ايبك قال له يامولاى اعلمنى ما الذى جري لك بعد أن فارقتك فقال له ياولدي طلعت بيت المقدس وزرت نبى الله موسى وابواهيم وباقى الانبياء وقرأت لك الفواتح والقراءة العظيمة وسآلت الله تعالى آن يعطيك المناصب الجسيمة وبعد ذلك اقبلت اليك لانى ماوجدت لي عليك اصطبار اناء الليل وأطراف النهار فقال له مرحبا بك يامولاى عسى آن يكون دعاك لي مستجاب عند الملك التواب ثم آنه اعاد عليه آيبك ماجرى له فى طريقه من الابتدا الى الانتها وهو ماورد وتقدم وسمعته آذانكم الرايقه ومعانى عقولكم الفايقة والاعادة ليس فيها افادة الا في الذكر والتوحيد قال الراوي فلما سمع الشيخ صلاح الدين كلامه وما قاله من مرامه
مخ ۸۳