ومكتوب على باب تونس قايمة في اللوح
تفنى الخلايق وكل العباد حاتزول
وهكذا اتخذ الخفاجي عامر أو النجع قراره بالانضمام إلى التحالف الهلالي، حتى إذا ما اشتد أوار الحرب بين الهلالية، الذين وصلوا بزحفهم وحصارهم أبواب تونس السبعة، بنفس ما فعله الإغريق مع الطرواديين لذلك الحصار الذي دام عشرة أعوام.
ويبدو أن دفة الانتصارات قد تراجعت هذه المرة لصالح الزناتي وقومه أو تحالفه القبلي؛ وذلك أن دياب بن غانم أصبح لا يعتلي المقدمة، بل هو يحرس إمدادات الحرب ومؤنها - البوش - بوادي العباين حيث المؤخرة، وأبو زيد الهلالي يلتزم عقابه طائعا، وإن كانت السيرة تخبرنا في بعض المواقع بأنه كان مصابا أو ملسوعا، كما سيرد في شعر الخفاجي النجع.
ويبدو أن ثقل المنزلة والقيادة تولاها السلطان الهلالي حسن بنفسه. وأنه اندحر مرات أمام الزناتي خليفة، إلى الحد الذي دفع الخفاجي عامر إلى منازلة الزناتي خليفة، برغم تعرضه للكثير من المفاوضات والمساومة لخروجه من التحالف، والانشقاق عليه، والانضمام للزناتي وقومه، حيث إن الزناتي واصل انتقاماته من الهلالية متجبرا - كما يتضح من شعره التالي - بعد أن خلا الجو بغياب بطلي التحالف الهلالي، دياب وأبي زيد:
يقول أبو سعدى الزناتي خليفة
وقلبي عليكم يا هلال حقوم
قتلتم رجال في المجال غضيبة
وعاد دماهم في البلاد يدوم
قتلتم أخي الهصيص غدر وبوقة
ناپیژندل شوی مخ