واركب جوادك لبلاد الهدبي
وأنت يا سليمان أظهر الخبر
في قيروان وقابس الغربي
وأظهر الأخبار بأعلى صوتك
في أجهر العلا تغيبي
وبالطبع اندلع القتال بين الهلالية وفرسان تونس والمغرب العربي بعامة حتى الأندلس، كما يتضح من القصيدة السالفة، والدعوة للتحالفات القبائلية التي كانت تتزعمها في ذلك الوقت تونس أو قرطاج.
وفي البداية نازلهم العلام بفرسانه، مستخدما الحيلة والكمائن التي اشتهر بها، ذلك أنه حاصر الهلالية بدءا من المؤخرة بدلا من المقدمة ليسبي مؤنهم وخيولهم ومواشيهم، وبالفعل أثار فيهم وفي صفوفهم الذعر والتشتت، مما دفع بالنساء والأطفال إلى الاستغاثة بالسلطان الهلالي طلبا للحماية، فما كان منه إلا أن جمع مجلس مشورته وفي المقدمة «الجازية»، الذين بعثوا في طلبها من ليبيا، على اعتبار أن لها الكلمة العليا، فللجازية ثلث المشورة، وهكذا أجمعت المشورة أو الشورى إلى انتداب الأمير دياب بن غانم إلى حماية المؤخرة، حيث إمدادات ومؤن الحرب، من خيل وماشية ومأكل وربما سلاح وعتاد وعبيد ونساء وعجائز ... وهكذا.
ووافق في النهاية دياب بن غانم على هذه المهمة القاسية في حماية الخيل والنساء على مضض، بل إن تلك الواقعة ستظل سببا دفينا مؤرقا لدياب للانتقام المتجبر فيما بعد من الهلالية - القيسيين - لاعتقاده الراسخ فيما انطوت عليه مهمته هذه من إهانة، بانتزاعه من القيادة والمقدمة، إلى حيث يصبح مكانه الذيل والمؤخرة، وهو الذي هاجمه أعداؤه على الدوام واصفين إياه بدياب الخيل.
والملاحظ أن السيرة تطلق على إمدادات الحرب من بهائم وخيول ورعيان وعجزة، تعبير «البوش».
وهكذا ساق دياب ذلك «البوش»،
ناپیژندل شوی مخ