وهكذا نجحت سعدى في إيصال الرسالة، الخطة.
هزائم الهلالية وعودة دياب
ويستشف من سياق نصوص السيرة أن إبعاد دياب بن غانم، ممثل التحالف اليمني القحطاني، عن القيادة والمقدمة للتحالف الهلالي، لم يكن لمجرد حراسة البوش والأموال وعتاد الحرب ومؤنه، بقدر ما هو جاء أشبه بمؤامرة محكمة التدبير من جانب تحالف عرب الشمال القيسيين أو الإسماعيليين من جانب سلطان بني هلال، حسن بن سرحان، وأبو زيد ومن في فلكهما.
ذلك أن الهزائم المتوالية التي أنزلها التونسيون المحاصرين بقيادة الزناتي، بقادتهم وأمرائهم، الخفاجي عامر، والقاضي بدير، وعقل ونصر، وزيدان قد وصلت إلى أربعين رأسا جزها الزناتي خليفة، ونصبها فوق أسوار تونس.
ودفعت الهزائم بنساء بني هلال إلى الاستنجاد بالمنقذ دياب بن غانم، فهو بذاته القادر على دحر الزناتي خليفة وجنده، وهو دون سواه المنوط به قتل الزناتي خليفة وفك طوق الحصار المزدوج .
فاندفعت وفود نساء الهلالية إلى حيث مضرب والد دياب الأمير غانم، ورحن يكتبن إلى دياب يستدعينه لأخذ الثأر، دوابة بنت الخفاجي عامر التي جزت شعرها، وأرسلته إلى دياب، ونفس الشيء فعلته ابنته - وكاهنته - وطفا التي تسمى بها - أبا وطفة - فأرسل له والده معددا ما نزل الهلالية من هزائم الزناتي بهم وأمرائهم.
ثمانين أميرا من هلال وعامر
دعاهم أبو سعدى برمح كعيب
وأنشد مشيرا إلى مشورة سعدى ابنة الزناتي خليفة ذاته، التي تنبأت بأن قاتل والدها الزناتي هو بذاته دياب بن غانم:
أخرب أبو سعدى جميع مساكنا
ناپیژندل شوی مخ