أما المخطوطة الباقية من السيرة فيبدو أنها عبارة عن مختصر للسيرة نفسها. ففي نهاية المخطوطة يذكر الناسخ أنها "مختصر من كتاب السيرة"(1). وفي الحديث عن الحملة على صنعاء يحيل المختصر المجهول على السيرة الكاملة أو كتاب السيرة من أجل تفصيل أكبر للأحداث(2). وفي بعض المواطن يشار إلى إغفال بعض التفاصيل دون أن نعرف إن كان الإغفال قد أتى من جانب المؤلف أو المختصر. ولا نستطيع أن نحدد مدى مسؤولية كل من المؤلف والمختصر في كثير من الأحيان، من حذف بعض جزئيات المعارك وحتى نهاية النص(3). ويمكن القول إن اختصارات النهاية حدثت بعد كتابة السيرة لكنها يمكن أن تكون قد أتت من جانب المختصر كما يمكن أن تكون قد أتت من جانب الناسخ. ويذكر مفرح نفسه في بداية السيرة أنه سيعرض عن تفاصيل كثيرة في عرضه(4). لكن من جهة ثانية، فإن الصيغة التي بين أيدينا للسيرة هي من التفصيل بحيث يصعب وصفها باعتبارها موجزا لها.
مخ ۱۱