سبيل العناد فينقلب الحب الواقع الآن بينك وبين الملك بغض وعداوة فاطلب أمرا لاتمس به ناموسه ودينه : قال لا أريد إلا أن يسمح لي ببنته فان أجاب بالرضا كنت له خادما على طول الزمان وإلا جردت في وجهه سيف الإنتقام وعملت على عداوته ولا أنفك إلا بعد نوال غايتي وليس عليك يا سيدي إلا إبلاغ كلامي للملك وما من بأس عليك حيث لم أطلب أمرأ به إخلال ناموسه ودينه فالزواج سنة محمودة عند عموم بني الإنسان وأما دينه فإني ل أمسه قط وقد بلغني أن مهردكار هي على دين الله عز وجل ولهذا طلبت أن لا أبقيها بين عبدة النار فوقع هذا الكلام من الوزير بز رجمهر موقع الاستحسان غير أنه كان لا يجسر أن يعرضه على كسرى وكان كسرى لحظ حالة الوزير واضطرابه ان طلب حمزة خخطيرا فأراد أن يعرفه ويجيبه إليه ليظهر محبته أمام جميع الحاضرين فقال للوزير لم هذه المعالجة فأخبرني بما يطلب حمزة فلا أمنع عنه شيئا ولو كان طلبه بنتي مهرد كار أليس إني فوضته ووعدته ومن كان مث لا يقول ويخلف . فقال له يا سيدي أنه يريد أن يتقرب منك يتزوج ببنتك مهرد كار وما قصد بذلك إلا ليكون على الدوام بين يديك وفي ديوانك ويدافع عن بلادك وهذه الطريقة تجعله مضطرا وقد أردت أن أمنعه عن هذا الطلب لعلمي أن بنتكم لا تليق أن تكون زوجة لرجل عربي فقال لي هذا لا بد منه وأن حضرة الملك وعدني بأن يعطيني كل ماأطلبه وخصوصا إن مترب على نعمته كما يتربى أحد أولاده وأولاد عمه والذي حملني على الطلب إعتقادي بحلم الملك وكرمه . فلا سمع الملك ذلك لم يرض أن يمتنم واستحى من أن يرجع بقوله فقال على الفور بلغ حمزة أني أجبته إلى طلبه وأنعمت له ببنتي مهرد كار زوجة وحليلة فإني أعرف أنها وإن كانت بنت أعظم ملوك هذا الزمان وقد أعطيت من الحسن والآداب وجودة العقل ما لم يعط لغيرها قطعا إلا أنها تحتاج أن يكون لما زوجا كالأمير حمزة يقابلها بالشكل ويقدر على أن يحميها من كل عدو ومطارد وزواجه ببنتي لا يقوم مقام تخليصه لبلادي من عدوي . فلا سمع الوزير وجميع الحاضرين هذا الكلام اعترتهم الدهشة وأخذهم الجمود ولم يكن من واحد منهم يصدق قبل ذلك أن كسرى يصدر منه مثل هذا الكلام وخصوصا الملك النعمان فإنه عندما سمع الوزير يبلغ حمزة كلام سيده تعجب كل العجب وهو لا يصدق أنه ينتهي مثل هذا الأمر وأما بختك بن قرقيش فإنه وقع باليأس ونزلت عليه صاعقة من الغضب وانفطرت مرارته وكاد يغيب صوابه وأصبح فاقد الس والعقل بوقت واحد وبقي أكثر من ساعة لا يقدر على الكلام ولا يخرج ريقه من حلقه .
قال ولما سمع الأمير حمزة كلام الملك ميض إليه في الحال فقبل يديه وشكره مزيد الشكر فقبله الملك وبش في وجهه وأعاده إلى موضعه وأمر أن يوضع الطعام حسب العادة للغداء فجلسوا على مائدة الطعام وأكلوا وقاموا عن الأكل يشكرون الله تعالى وشاع الخبر من ديوان الملك إلى غير أن الملك قد زوج بنته مهرد كار بالأمير حمزة حتى وصل إلى مهردكار من
4
ناپیژندل شوی مخ