علق بها الأجراس وأخذ بيده دبوسا من الحديد وتقدم بتأن إلى جهة غيتشم ولما صار أمامه قال له إني لا أنكر أني بالأمس كنت ضيفك وقد أكرمتني وعملت على الاعتناء بي ووعدتني بأنك لا تنساني فتقسم لي نصيبي من الأموال التي مع العرب ومن كان مثلك لا يعد ويخلف جئت الآن لأذكرك بهذا الوعد فلما سمع كلامه اشتعلت نار الغضب في قلبه وكاد ينشق من الغيظ وقال له لا بد لي من أن أميتك شر ميثة لأعرفك كيف تصل إلى الملوك وتلعب بهم وهجم عليه وفي نيته أن يطعنه طعنة واحدة فيلقيه ممدا على الأرض فصبر عليه إلى أن كاد يقترب منه وانتفض كله انتفاضا سريعا وهز برأضه هزا قويا وذلك بغتة فدقت الأجراس بصوت عظيم جدا ووقعوا بقوة في آذان اللواد فجفل وجن وقلب إلى الأرض فوقع غيتشم وهو خائر الفؤاد متكدر من عمله ورمى بكل سلاحه عنه وأسرع ركضا إل جهة معسكره فجعل عمر يضخك عليه والتهى عنه بالجواد فرفعه بتأن وساسه ودعا بأحد عياريه أن يسرع فيأخذه وأخذ هو الرمح والسيف .
وفي تلك الساعة صاحت فرسان العرب وهجمت وهي تضحك من أعمال عمر ومن خدعته وابغات غيتشم بإجفال جواده حتى وقع إلى الأرض فالتقاهم معسكر مصر وقام سوق الحرب على ساق وقدم واختلط الأمم بالأمم وبيعت النفوس بيع البخس إلى سلطان العدم . فهمهم الشجاع وتقدم وولى الحبان وا هزم وقد جاد فرسان العرب جود الكرماء وطافوا على الأعداء كما تطوف بمياهها السماء واتسم سوق المجال على الفرسان والأبطال فأبدوا العجائب والأهوال. وما عول النبار على الارتحال إلا بعد أن أشفوا كبودهم من المصريين وأنزلوا عليهم قضاء الله المبين وإذ ذاك ضربت طبول الانفصال فتركوا الحرب والقتال وعادت كل فرقة إلى حيامها وغيتشم بكدر عظيم وغيظ لا يحد وقد قال لسكاما وورقا أني كنت لا أظن أن هذا الشيطان المريد يقصد إجفال جوادي بغتة بضرب ألوف من الأجراس دفعة واحدة فقبح من خبيث محتال وأني لا أريد شيئا من عساكر العرب إلا أن أقتله وأعدمه الحياة وأشفى غليل قلبى منه فقالا له إننا حذرناك منه قبلا لأنه ليس من الإنس بل هو من طوائف الجان وأعماله هذه لا يمكن لابن آدم أن يفعلها وأن الذي يراه لا يظن إلا أنه من فصيلة القرود لأن وجهه أجاب إن أسأل المعبودات أن لا تحرمني من هلاكه وأن تخولني تقطيعه إربا إربا :
وأما العرب فإنهم عادوا إلى مضارمهم فرحون بالنصر الذي وصلوا إليه وتأكدوا أن القتال لا يكون بينهم ولا يطول أكثر من يوم الغد فقال اندهوق" أنه لولا غيتشم لتفرقت جيوش الأعداء في هذا اليوم ولا عادت إلى حربنا مرة ثانية ولكن لا بد لي في الغد من البراز إليه' لأقتله وأعدمه الحياة ونرتاح من أمره وكل فكرنا عند الأمير حمزة وصار من اللازم الاستيلاء على المدينة لننظر في مكانه وأين هو أجاب عمر إن متى قتلتم غيتشم
تقرف
ناپیژندل شوی مخ