قال ودام الخال على مثل هذا المنوال إلى أن أقبل الظلام فدقت طبول الانفصال ورجع القومان في الخال بعد أن امتلأت السهول من القتى وتغطى وجه الأرض من الأدمية وامتزج التراب بالأجساد وجعل دقيقه بالدماء وعاد غيتشم وهو ببدر كما تهدر فحول امال واجتمع إلى سكاما وورقا وقال لما أريد أن أعرف كم فارس فقد منا اليوم لأني فعلت بالأعداء أفعالا لا ينسوها إلى يوم الحشر فقالوا إننا نحمدك على فعلك فقد شاهدناك وأنت تطعن في الصدور وتخترق الأعداء فتنفر من بين يديك كأنك الأسد الكاسر غير أن في الأعداء أبطال كثيرة فقد فعلت في رجالنا كفعلك وفيا هم على مثل ذلك إذ جاءهم أحد القواد وأخبرهم أن عدد المقتولين 40 ألفا فتكدر غيتشم الكدر الزائد وقال لم يكن بظني أن بالعرب من يقدر على قتل فارس من فرساننا ولا سيا إنني أحميهم وحيث الحال كذلك فسوف في الغد أهجم على الأبطال المشهورين فأميتهم شر ميتة وأذلهم وبعد ذلك أهلك الباقين . وأما العرب فانهم اجتمعوا في صيوان الملك النعمان وهم عالمون بأهم انتتصروا بعض النصر غير أنهم تكدروا عندما رأوا أنه قتل من عسكرهم ما يقرب العشرة آلاف فارس وقالوا إن الأمير حمزة إذا قدر الله له العود إلينا سالما لا بد أن يلومنا على ذلك وما فعل هذا الفعل وقتل أكثر المقتولين إلا غيتشم فقال أندهوق إن في الغد ألاقيه وأوصي كل واحد من الأبطال أن يترقبه "فمن وقع به يقتله وسأجعل القتال في اليوم الثاني بخلاف نسق اليوم فيجب أن يقوم على كل فرقة من العساكر فارس من الفرسان ليدافع عنها ويحميها فاتفقوا على مثل هذا وتفرقوا إلى خيامهم ليناموا براحة إلى اليوم التالي وأما الأمير عمر فانه كان في ذاك الغهبار حاول كل المحاولة أن يلتقي بغيتشم فلم يتسهل له وكان جال غايته أن يرى سكاما وورقا في الميدان فيأسرهما أو يأسر أحدهما فلم يشأ الله له ذلك لأنهما لم يباشرا حربا فصبر لإجراء ما في نفسه .
وبات الفريقان يتحارسان إلى صباح اليوم الثان فاصطف الصفان وترتب الفريقان ولما وقعت العين على العين صاح كلا العسكرين وناديا وتقدما وحملا وهجم| وبربرا ودمدما واضطربا واصطدما وكان لما يوم كثير ال حول أشد من اليوم الأول هولا وأكثره جرحا وقثلا وما جاء مساؤه حتى زهقت نفوس الأبطال ومنت الرجوع والانفصال وتاخرت عساكر.
المصريين إلى الوراء وقد لحق بها التعب والعناء ووقع بها النقص والفناء فزاد كدر سكاما وورقا وملك دمياط وقال الأخير إني وحق أبيس العجل الكبير إذا تقاعدت عن مبارزة فرسان العرب ثلاثة أيام أخر هلك كل ما معنا من العسكر ومن الصواب أن أتنازل في الغد إلى المبارزة فأصطاد كل من تحدثه نفسه بالنزال إلي وفي الأخير أهجم على ما بقي منهم فأبددهم وبذلك نكون قد أحسنا التدبير وفعلنا فعل الرجل الخبير فقالا له إذا ما فعلت ذلك فبعد الغد ندخل المدينة ونقفل الأبواب ونحاصر داخلها فقال كونا براحة
784
ناپیژندل شوی مخ