حتى صاح أندهوق صياح الأبطال وانحذف على جيوش المصريين كأنه قضاء الله المتعال فأجابه المعتدي حامي السواحل بصوت يقطع السلاسل ويلقي الخوف على قلوب الأبطال الفطاحل وارتمى على المصريين ارتماء الصواعق عند أشد الأرياح . وأخذ محهم في المحاربة والكفاح . ومثل ذلك فعل قاهر الخيل الفارس النطاح . وليث البطاح وبدقائق قليلة اختلط القومان وقام سوق الحرب والطعان وكثر الجور وقل الأمان . ووقع الخوف وارتفع الاطمئنان وساد على المتقاتلين البلاء وال هوان فسالت الأدمية كالغدران واندفقت تجري في أقنية الصحصحان كمجاري النهور عند الطوفان ولم يكن يرى تحت ذاك الغبار الكثيف إلا سيوف كثيرة اللمعان وأسنة تضيء وتختفي في ديجور ظلمات الغبار المرتفع إلى العنان . ولا يسمع إلا أنين ملسوع .بأنياب الثعبان . وصياح المأخوذ بنشوة النصر والثملان . وصريخ المجروح والمفارق الأهل والخلان القاطع الرجاء من الحياة ومن الرجوع إلى هذا الكون الفان . وكان كلما اشتدت تلك النيران واضطرمت بلهيب زائد الشعلان . وتكائف فوق وقود ضرامها الدخان . كلا اقتحمتها أولئفك الشجعان من المصريين والعربان الذين لم يكن بينهم قط جبان . فلله در الأندهوق بن سعدون عروس الميدان وتاج رؤ وس الأعيان . فانه كر على الأبطال والفرسان . كما يكر باثر بعضهما الجديدان . وبيض بأفعاله الحسان ثناء عساكر النعمان . كما يبيض وجه الأرض بنورهها النيران وفعل أكثر من ذلك المعتدي رفيع القدر والشأن صاحب البسالة فارس فرسان ذاك الزمان فانه احترق صفوف المصريين بعد دقائق وثواث وشردهم عن قومه بين الرواي والكثبان . وأذاقهم من حزارة حربه ولسع ضربه ما ألقاهم بالخذلان , وتمنوا بالاختفاء عن العيان ليتخلصوا من حربه الزائد الرجحان الذي لا عيار له ولا قبان ولا يقدر أن يزنه عقل عاقل بميزان حيث كان بيج كالفصلان . ويزأر كا يزأر أسود نحفان اليوم من أيام حمزة الهلوان . فسوف تذوقون من سيوف رجاله خمرة الأحزان . وتقعون من شر أعمالكم بجهنم النيران لتعلموا أن ما كل من نقل عود الزان يفتخر في ساحة الحولان . وتنقاد إليه الملوك والأعيان وتفديه الأصحاب والخلان ودام على ذلك الميجان يقلب الظهور على . البطون والمنواصر على كل الأعكان ويبعث بالرجال إلى مدرج الأكفان لتبقى هناك إلى أن أي الأوان ويدعوها للحساب العادل الديان صاحب الملك والسلطان . وقد بخس من 'أعماله دم الإنسان بعد أن كان ما كان عليه من غالي الأثمان وأصبح يتمنى كل رجل أن يكون من أصغر الديدان أو من فصيلة بني وردان وأما الأمير غيتشم عابد الأوثان ومكرم العجلان فإنه انحط على العرب بقلب أشد من الصوان وفعل أفعال عنترة الفرسان حتى شهد بفعله كل قاص ودان فقد قطع بضرباته الرؤ وس واليدان وصمت بصرخاته الآذان وعميت لحملاته الأعيان .
ناپیژندل شوی مخ