الانصراف وقال لها قد آن أوان الوداع ولا بد بعنايته تعالى نلتقي في هذا القصر مرة ثانية فشعرت مهردكار بيخوار قواها وانقضت عنها كل تلك المسرات التي لاقتها في تلك السهرة بدقيقة واحدة سمعت بها من الأمبر كلمة الفراق ولم تقو على القيام فتمسكت به فرفعها وودعها وهو متأثر من حالتها وسار غنها مشتت الافكار يلعن أباها وبختك حيث أنه كانا علة الفراق وسبب هذه الأحزان وبقيت مهردكار بعد ذلك ساعات لا تعي على أحد وقد حضرت قهرمانتها وخادمها فرفعا الموائد وغسلا الأرض وحملاها إلى سريرها على حالتها .
. وما وصل الأمير إلى صيوانه دخل إلى سريره فنام قليلا إلى أن أشرقت شمس الهار جيدا فأيقظ عمر العيار وحينئذ خرج من سريره وتقلد بسلاحه وركب جواده الأصفران وسار إلى ضيوان الملك النعمان وسأله الرحيل والسفر عن تلك الأرض لإتمام ما وعد به فأجابه لأنه كان قد هيا نفسه ودبر أمر عساكره وكذلك أندهوق بن سعدون ومعقل البهلوان وإذ ذاك أصدر الأمير حمزة أمره بالركوب فركب كل فارس وبطل وركب مع الأمير جماعته الثمانمائة الذين ولدوا يوم ولادته وانتقلوا عن تلك الأرض وأخلوها حتى بعد ساعات قليلة أصبحت خاوية خالية وكان كسرى يشاهد رحلهم وقد سره كثيرا فقال له بختك بشراك يا سيدي فإن العرب قد رحلت عنا وبعدت عن ديارنا ورحيلهم هذا سيكون إلى عدة سئوات هذا إذا لم ينقرضوا ويبلكوا وأريد منك الآن أن تأذن لي أن أبعث الرسل إلى كل العمال والملوك التابعين لمملكة الفرس والمحالفين لها أن يصرفوا الجهد إلى اهلاكهم وفنائهم ومن انقرضوا على يده كان له عندنا الخير العظيم والجزاء بالمعروف والمكافأة بتوسيع ملكه .
قال افعل ما تريد فإن ذلك عائد بالنفع لبلاد فارس فيتخلصون من العرب . وعلى ذلك كتب بختك الكتب وبعثها مع الرسل عن لسان الملك كسرى إلى كل من الولاة.
والأمراء والملوك يخبرهم بخبر الأمير حمزة وجماعته وما هو السبب الذي أوجبه لارساله إليهم ويسألهم أخيرا أن يسعوا في موته ومن فعل ذلك كافآه المكافأة الجزيلة وأقام بعد الك ينتظر ما يسمع من أخبارهم وفي ظنه أنه جنى ثمرة شره وخبثه وفعل أفعالا عادت عل بلاده بالخير واغتر بنفسه مفكرا أنه فاز على عدوه . ٠ فهذا ما كان منه وأما ما كان من الأمير حمزة فإنه دام على مسيره وهو يخترق الفيافي والقفار بذلك الموكب العظيم الذي لا ينقص عن مائتي ألف فارس من فرسان العرب المشهورين إلى أن وصلوا إلى المدينة حلب وكان دليلهم عمر العيار حيث كان معه الخيرة التي بهتدي بها إلى سائر الأماكن كا تقدم معنا ولما وصلوا عند ضواحي المدينة نزلوا هناك وأمروا أن تضرب الخيام وتسرح الخيول وترتاح الرجال مدة أيام وكان القائم على حلب ١6
ناپیژندل شوی مخ