الأمير حمزة فظن أنه ينال منه المراد فصاح صيحة عظيمة وانتشل الامير إلى جهة صدره وعمد أن يقيمه الى فوق رأسه فوجده لا يتحرك وقد أثبت رجليه بالأرض كأما قطعة كبيرة من الحديد لا تتحرك فتكدر حمزة من عمله هذا وشده إليه بكل ما أعطاه الله من العزم والقوى فوقع الاثنان الى الأرض فوق الأمير الاندهوق فتجاول وإياه وهو قابض عليه لا يتركه حتى زهقت روحه ورأى من نفسه العجز وشاهد أن يد الأمير قوية لا تدفع فترك نفسه وصاح الامان يا سيد الابطال والفرسان فإني عتيق سيفك على طول الزمان وأشهد أنك واحد العصر والأوان وها إني قد سلمت نفسي اليك وألقيت بكل رجائي عليك فإن أبقيتني فلك الخيار وإن تركتني فأنت الملك المتصرف وقد دخلت منذ هذه الساعة في جملة رجالك فلا سمع حمزة كلامه تركه إلى أن استوى واقفا فدنا منه وقبله بين عينيه وقال له مثلك لا يذل ولا يبان ولكنني الوم الايام والازمان وألعن باختك وكسرى أنوشروان حيث أجبراني بكلامههما على القسم والحلفان فأنت من هذه الساعة أخي وأعاهدك عل الاخاء والمروءة والوفاء فقبله اندهوق وقد امتلأ قلبه فرحا بمحبة الأمير وصحبته وسر سرورا عظي| وصافحه قال ومنذ ذاك الوقت أصبح أندهوق بن سعدون صاحب سرنديب صليقا صدقا في خدمة الأمير حمزة ومحبته ويبقى معه امد طويل أما الملك النعمان وجماعته وجماعة الأمير فإنهم اختلطوا ببعضهم البعض وصافح كل منهم الآخر وسلموا على الأمير حمزة وساروا إلى نخيام الملك النعمان فأقاموا ريثا استراحوا وهم مسرورون بهذه المصالحة وقد تأكدوا ان العداوة قد مضت وقربت مدة رجوعهم إلى الاندهوق ومن ثم احضر الطعام فأكل الاندهوق وجماعته على مائدة النعمان وثبتت بينها المودة اكثر فأكثر بعد ان انقضت السهرة مض اندهوق واستأذن بالذهاب وطلب إلى الأمير حمزة وجماعته ان يكونوا في ضيافته مدة اقامتهم في المدينة وأن يدخلوا في الغد إليها فأجابه الامير الى طلبه ووعده انه يقيم في المديئة مدة ثلاثة أيام حيث يرغب في سرعة العودة واكثر من هذه المدة لا يقدر أن يتعوق .
ثم إن اندهوق سار من عند العرب إلى المدينة فوجد أهلها قد أقفلوا الابواب وأقاموا.
على الاسوار ببيئون انفسهم ويستعدون للقتال فصاح بهم وطلب إليهم أن يفتحوا الابواب ففتحوا له ودخلوا مع جماعته الذين كانوا معه فقال لمم لم هذا العمل كيف أتفلتم الابواب قالوا عرفنا مؤكدا إنك وقعت في قبضة الأمير فثبت عندنا انه بعد ذلك لا بد أن يتقدم من المدينة ليدخلها ويمتلكها فعزمنا على الدفاع والقتال فنحاصر ولا نسلم خوفا من العرب فقال لهم لا حاجة إلى ذلك لأن العرب ما جاءوا هذه البلاد الا من أجلي فقط وقد وقعت بأيديهيم وما من حاجة لحم بالمدينة ثم أعاد عليهم ما هو وقع بين الأمير حمزة والملك كسرى وما هو السبب الذي دعاه للاتيان وقال لهم أخيرا أن العرب أصحاب مروءة ومودة يكرهون الغدر ويسلكون مسالك الآداب فلا على احد منكم وأنا أخبركم أني منذ الآن من رجال الأمير حمزة
شرل
ناپیژندل شوی مخ