ففي إكرامه نفع لنا ولا ترض بغير ما أقوله الآن فكان بختك يسمع وقلبه يتقطع ولعظم ما جرى عليه خرج من الديوان . وأما كسرى فإنه أنعم على الأمير عمر بألف دينار وأمر أن يعطى قفصا من الحديد ليوضع فيه معقل البهلوان فأخذ عمر المال وخرج مسرورا والقتفقص محمولا أمامه ولما قرب من الإيوان نظر إلى قصر مهردكار فوجدها هناك فأشار إليها مبشرأ أن أخاه قد جاء فلعظم ما لحق مها من شدة الفرح وقعت إلى الأرض مغمى عليها فأسرعت إليها القهرمانة وسكبت ماء الزهر على وجهها وأحرقت في أنفها خرقة حتى وعيت فسألتها عن السبب فقالت إني فرحة اليوم بما نالني من العادة والإقبال واليوم هو العيد العظيم الذي به نلت الشفاء والعفاء حيث قد عاد الأمير حمزة سالما من سفره منصورا وبعد قليل أراه وأشاهد بدر جماله وأسر من كماله وأتمتع برؤ ياه وهو يشير إلي اشارة السلام اللطيفة التي طالما سر منا فؤ ادي وفرح بها قلبي فقالت لما بلغك الله مناك وأعطاك مشتهاك .
فهذا ما كان منها وأما ما كان من الأمير عمر فإنه سار بالقفص حتى وصل إلى أخيه حمزة فسلمه إياه وقال له أعلم يا أخي أن الملك قد سر من هذه البشارة سرورا عظيي ولعظم مسرته قد دفع إلي ألف دينار وأعطاني هذا القفص حسب طلبك . فقال له إن أعرف أن بختك الوزير لا يتركه على إرادته بل يغير له فكره ويقلبه ولا بد لي من قتل هذا الوزير ولولا علمي بأن قتله يغيظ الملك كسرى لسرت الآن إليه إلى بيته وقتلته شر قتلة غير أن ذلك يكجدر العجم بأجمعهم ويكون أكبر وسيلة لحرمان من مهردكار وزواجها زواجا شريفا ثم إنه قال لمعقل البهلوان أعلم يا أخي أني أقسمت بالله العظيم أن أقدمك إلى ديوان كسرى مقيدا ذليلا ويصعب علي جدا أن تدخل إلا مكرما معزوزا غير اني أحب أن أني بقسمي فاريد أن تدخل القفص ليذهب بك إلى الديوان وهناك أطلق سبيلك . قال إني لا أحرمك من حاجة .
بنفسك غير أن كسرى يتمنى جدا أن يراني على هذه الحالة ذليلا ولو كلفه ذلك فوات ملكه وإني أعرف أن الملك يأمر بقتلي حالا إذا تذكر ما فعلته معه في مدة زماني فإذا كنت محبوسا في القفص لا أقدر أن أدافع عن نفسي . فقال له الأمير أنه يصعب علي جدا إذلالك وقكن الأعداء منك واشفاؤ هم بأسرك إلا أني مضطر إليه وأما من جهة قتلك فلا يقدرون عليه لآنه .إذا صدر منهم أدنى إشارة من ذلك أو حكى واحد من رجال كسرى في هذا الأمر ونوى الملك عليه كان سيب خراب هذه المملكة لأنك وأن كنت مقيدا فإني مطلق وأقدر أن أفك قيودك واكسر القفص: وأعيد اليك الحرية حالا وسوف أرسلك في صباح الغد قبل بدقائق قليلة لأعلم ماذا يقال عني وماذا يكون أمر بختك ومن الذي يختار لك الخير ومن يقصد لك الشر . فأجاب معقل طلب الأمير وصبروا إلى صباح اليوم الثاني. وفي المساء تفرق كل إلى صيوانه فذهب الأمير إلى صيوانه فوجد نخادم مهردكار بانتظاره فبلغه سلامها ودفع إليه كتابها.
وقدم ما نجاء به من الطعام فأكل حتى اكتفى ثم فض الكتاب وقرأه وإذا مكتوب به .
١١
ناپیژندل شوی مخ