منه عرفوا مكانه فقصدوه فوجدوه ، وقبضوا عليه ، فايذا به مجنون كان في أيامأحمدبن طولون يكنى أبا نصر ، وكان إذا هاجخلط ، وإذا سكن تكلم بكلام بليغ . فاتوه به وعرفوه آنه آبو نصر المجنون* فسكن غيظه وقال : يا آبا نصرما حملك على آن خاطبتنا بمثل هذا الخطاب ، وهتفت بنا في مثل هذا الوقت . فقال له : لانك تعظمت وتكبرت وتجبرت ولسيت خلقكمن تراب، ثم من نطفة ، ثم منعلقة ثم من مضغة ، ثم جعلت المضغة عظاما ثم كسيت لحما ، ثم سواك رجلا كاملا. فبكي أحمدبن طولون بكاء كثيرا. ثم قال له: ماأحسبك يا أبا نصر إلا متنطع(1) علينا * ومع هذا فأتوهمك جائعا فتأ كل شيما فقال له : ما تطعمني شيئا ولا آنتفع بك . فقال له : ما تغشانا يا آبانصر ولا تأتينا ، فضحك وقال: حتى أجيئك * لعن المعروف إن لم يكن ابتداء ، ثم قال: ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله عوضا ولو نال الغنى بسوال فقال له : صدقت يا أبا نصر، هاتوا له شيئا يأكل ، فأتي له بطبق فيه الوان كثيرة ، وفضلة من جدي ودجاج وفراخ وفالوذج فأقبل يأكل من كل شيء ، وأمعن في الفالوذج فتقلت معدته فنام ووضع يده تحت راسه ، وتمدد بين يدي أحمد بن طولون ، قذهب به النوم وهو يتامله ، حتى علم آنه قد استثقل في نومه ، فقام وقال:
ناپیژندل شوی مخ