وقد رددته معي ،فلخوفه انقاد معي ولم يسالني عن رده ، وآقبلت أسير معه قليلا قليلا ،على قدر سير حماره، وساءلته عن خبره وسبب دخوله الفسطاط ، فقال : ما ترك لي وكيل ابن دشومة بذات، الساحل شيئا أرجع إليه ، وكنت مستورا فهتكني ، وكنت غنيا فافقرني سم.
حتي صرتبين المزارعين مرحوما فقيرا، بعدان كنت موجدا موسرا فدخلت مستغيثا إلى الامير أيده الله .وكان ابن دشومة يومئذ أميناعلى ابي أيوب في الخراج. فلما لحقنا أحمد بن طولونو كلت بالشيخ،ودخلت إليه في مضربه ، فعرفته جميع ماعرفني به الشيخ ، فوجه من ساعته بمن أحضر إليه ابن دشومة من مصر إلى الجيزة ، ولم يصبر إلى أن يعود ، لقوة رغبته في الثواب والخير ، فاحضر فقال له : ويحك إن الضياع تشبه البستان ، والمزارعون شجرة ، فإن رفق بهم وأحسن القيام بامرهم ، ورعوا بامصلاحهم ، طلعت الثمرة ونمت وزكت ، وإن لم يفعل ذلك ، هلكت الشجرة وذهب ثمرها فاحضر كاتبك الساعة الساعة ، ومختار الناحية إلى هاهنا ، ولا تبرحا حتى تنصف هذا الشيخ من ظلامته، وتبلغ له ما يحبه وتعرفني، فايفي هاهنا أراعي ما يكون منك في أمره فطار عقل ابن دشومة ، وجعل يتوقع مكروه احمد بن طولون1 11111
ناپیژندل شوی مخ