وهؤلاء الذين عرض عند التعليق تعيينهم من العلماء والأخيار،
وربما أن من لم نذكره لنسيان طرأ في الدرجة العليا والمنزلة الرفيعة القصوى في العلم ممن شهد بإمامته وبايع وشايع، فأما سائر الناس ممن تابعه وشايعه وشاهد بين يديه فهم السواد الأعظم، ولقد كان يصلي خلفه في بعض من الزمان قريبا من العشرة الآلاف، ولقد عددت في جبانة ثلاء يوما من الأيام وقد اصطف الناس لصلاة الجمعة نيفا وثلاثين صفا فعددت صفا أو صفين وهم يزيدون على المائة من صفوف شتى، ولعل في الميمنة إلى الميسرة أكثر من ذلك.
(فصل )
ولنرجع إلى تمام قصة السبب الداعي إلى القيام، فلما بلغ ما ذكرناه من الخصال الشريفة ودعته الأمة إلى نصرة الدين في مجاهدة الظالمين، وكان ممن بذل له النصرة والجد السيد المخلص شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم الحسني العلوي، والشيخ الكبير فخر العرب منصور بن محمد الحميري، وبذل كل واحد منهما ما في يده من الحصون والأموال تعين عليه القيام والإجابة إلى نصرة الإسلام وإحياء دين آبائه الكرام.
مخ ۸۴