وهل روح يقوم بغير جسم[109أ-أرجع الحديث ووصل إلى أمير المؤمنين الشيخ الكبير بشر بن ليمان بن شريف من بني الراعي في عصابة من أهله وأعلمه أن الأمير شمس الدين والأمير أسد الدين عازمان على النهوض إلى الظاهر في تلك الأيام، فعند ذلك أمر الإمام بالأهبة للجهاد والاستعداد، وجمع من أمكن من العساكر، ونهض القوم من صنعاء إلى البون، فلما استقروا في البون أقاموا أياما ونهضوا فطلعوا من موضع يسمى ساس، وكان الإمام عليه السلام قد رتب موضع يسمى الأبرق لصارة ابن عمه الأمير الكبير القاسم بن يحيى بن القاسم بن أحمد على الدرب فما شعروا إلابالقوم فانهزموا عن الدرب واستولى القوم على الدرب فأخذوا منه طعاما كثيرا وأثاثا، ولم يلبثوا أن نهضوا إلى ظاهر آل يزيد فحطوا في بركة تسمى طله، وأمر أمير المؤمنين الأمير الكبير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة فحط في موضع فوق وادي عفار يسمى الحصبات، وأمر معه الفقيه الإمام العلامة شيخ المتكلمين حافظ علوم الأئمة الأكرمين حميد بن أحمد المحلي، والفقيه المجاهد المصابر أحمد بن موسى الصعدي من بني النجار، والفقيه عيسى بن جابر الصعدي، وجماعة من الأخيار من الشرف والعرب ، وكان مركزهم في هضب مطل على محل يسمى الأدفر في أعلى وادي عفار، والناس بالليل يتفرقون على ذلك الهضب وهي عقبة لا يعمل فيها الخيل، فكان أمير المؤمنين يروح النهار إلى قرية حلملم، ويبكر آخر الليل إلى هضب يسمى جعدر قريبا من مركز أصحابه ليمدهم إن وصلهم القوم.
مخ ۳۳۶