قال الراوي: نقلت هذا الجواب من كتاب عليه خط الإمام عليه السلام وقال فيه: قد أجبت بأوسع منه.
(قصة نهوض أمير المؤمنين من حوث)
قال الراوي: ثم نهض أمير المؤمنين عليه السلام من حوث في شهر كذا من سنة اثنين وخمسين وستمائة فتقدم إلى جهة عيال أسد البحيري حتى بلغ إلى موضع يسمى نوفان فالتقاه الشيخ الكبير مفلح بن محمد بن أسد وسائر أهله بالإنصاف والإكرام، فتكلم أمير المؤمنين عليه السلام بسبب ما جرى على صاحبهم والخروج مما يجب فيه شرعا ورضاهم مع ذلك فأجابوه بأحسن جواب، وقالوا: وصولكم إلينا يا أمير المؤمنين أعظم رضا لنا فقل ما شئت فنحن سامعون مطيعون، وكان للمقتول ورثة بعضهم بالغ كامل العقل فأسقط القود ورضي بالدية، فحمل لهم أمير المؤمنين عن أخيه الأمير سليمان بن يحيى الدية، وقبل إسقاط القود، ونهض أمير المؤمنين إلى حصنه، ووصل إليه كبار المشرق والخشب، وبلاد الصيد والبون وغير ذلك يسلمون عليه ويهنونه بالسلامة ويحمدون الله على ذلك، فشكر سعيهم ودعا لهم وقضى لهم حوائجهم، وعادوا إلى بلادهم، ثم نهض عليه السلام متوجها إلى بلاد حمير فأمسى في موضع [.....بياض في المخطوط.......]، ثم نهض المضلعة بظاهر بلاد آل يزيد فأقام هنالك أياما، ثم نهض إلى بلاد حمير فحط في قرية حلملم، وأقبل اليه قبائل حمير وقبائل بني عشب وقدم، وبني شاور يهنونه ويسلمون إليه شيئا من البر والنذر وشيئا من الحقوق الواجبة، وانصرفوا عنه مسرورين حامدين لله على سلامته وعافيته، واستقرت[108أ-أ] هنالك محطته إلى شهر شعبان سنة اثنتين وخمسين وستمائة، ووصل شريفان من أهل تهامة بهذا الشعر يمدحان أمير المؤمنين ويثنيان عليه:
س بس تقتفي وهمك غير وهمي
ولا نسأل بقلب قد تمادى
فأبعث مرشد بالنصح مهد
وكم من قبله للبين وافا
أجاليه الوشاح لأي أمر
هنيك بخلت بالإلمام عني
أكني إن نسبت إليك وصفا
وأعجب من ترانت منك بيض أخطرت أسمر أم ابن حوط
مخ ۳۳۴