وفيه عمارة أكيدة وخصوصا في دوايره مناهله وعمارته هذه من عمارة المتأخرين وهو على الجملة عجيب في تلك الناحية فأقام أمير المؤمنين عليه السلام في الحصن ليلة واحدة يتفقد أموره وإصلاح شأنه وقد كان قبل ذلك ركب في الغارة إلى قاع جهران ثم أخذ دون سفل آل عابس عاد من طريق أخرى فاشتدت قلوب الناس عند ذلك وضاقت على أسد الدين مذاهبه وعلم أنه لا طاقة له بحرب أمير المؤمنين الإمام عليه السلام.
(قصة الآية المشهورة في صخرة العمري)
قال السيد شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه: إن الناس قد أكثروا في ذلك وتكلموا بضروب من الكلام، وليس كلهم صدق فيما تكلم به والذي أعرفه أني سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك فأخبرني بما أذكره أخرى والقصة في ذلك أنه كان بعض الليالي وسمعنا هدة عظيمة في الليل ونحن في محطة العمري فمن الناس من ظنها رجفة؛ إذ لم يكن في ذلك الوقت فيه مطر ولا شيء مما يدل على ذلك فلما كان من الغد تحدث الناس بأن الصخرة المعروفة وهي الصخرة التي كان [73أ-أ] حي الفقيه الشهيد أحمد بن يحيى الزيدي ثم الصعدي يجمع سنحان عندها لكونها ذات كهوف، وظلال، وراحة في أيام الصيف.
وقد أخبرني غير واحد ممن أثق به أنه كان إذا جمعهم أكد عليهم المواثيق والأيمان لأمير المؤمنين فلما كان في تلك الأيام بعد قتله بمدة وهي دون الشهر لا أحفظ عدة أيامها تحدث الناس بذلك وأكثروا سار الإمام في تلك الأيام لينظر إلى هذه العجيبة وسار معلق خلق كثير من الناس.
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: وكان بينها وبين المحطة مقدار ميل أو يزيد عليه. والله أعلم.
فلما وصلنا إليها رأينا عجيبة لا يبلغها الوصف وهو أن هذه الحجر تفلقت شعوبا كأنما هي حجر النورة إذا رشت بالماء ولعل مساحة هذه الحجر مائة ذراع. والله أعلم.
مخ ۲۳۵