186

سيره ابی طیر

سيرة أبي طير

ژانرونه

شعه فقه

قال الراوي: وأقبلت إليه قبائل المغرب من شظب ونواحيه، ووصل إليه صاحب ذروة الغز المحروسة فراجعه أمير المؤمنين في الضيافة بذروة فأشار بذلك وكان ذلك الزمان زمان جدب وقلة مطر وانقطاع في المناهل فخاف أمير المؤمنين المشقة على العسكر فأمر الناس بالنهوض إلى ناحية وادي الصيد وكانت طريق الناس النقيل المعروف بمحاضر، وصعد أمير المؤمنين إلى حصن ذروة في يوم شديد الحر فسار بين يديه خلق كثير من الناس راغبين في رؤية حصن ذروة، فلما وصل أمير المؤمنين وتدبر حصنه أعجب وطافها وطاف الحصن الأسفل المسمى بحقيل، ولم يلبث إلى أن عاود هابطا متجها وادي الصيد قاصدا محطته بعد أن أحاط بحصن ظيافة وكانت محطته فوق قرية يناعة فيما بينها وبين الأوساط، ونهض ثاني ذلك اليوم فحط إلى جنب ضحيان في البون الأسفل فلقيه السلاطين بنو ذعفان وسائر القبائل من بني صاع بالإتحاف والإنصاف والإجلال والإكرام، فأقام ليلته تلك ووصل إليه في اليوم الثاني الأمير حمزة بن سليمان بن إبراهيم بن حمزة من جهات الغز، ووصل إليه جماعة من السلاطين أهل ذمرمر وقوم من قرابتهم من همدان في عراضة حسنة وخيل، فلقيهم أمير المؤمنين بما هو أهله من الإنصاف والإكرام الذي هو شيمته وخليقته، وكان فيمن وصل من المدانيين السلطان الأجل علي بن سعد بن علي بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل بن علي بن أبي زيد بن المعمر بن الصعب بن الفضل بن عبدالله بن سعد بن غوث بن المعمر بن المذكر بن يام صاحب ذمرمر وكان متمسكا بديانة ومحبة للإمام، فسلم إلى أمير المؤمنين شيئا من المال برا منه ومن غيره ممن يقول بقوله، ثم نهض أمير المؤمنين عليه السلام فحط في موضع يسمى نجر بأعلى البون الأعلى فأمر لأهله من حصن ثلاء فحل بهم في القلعة المعروفة لبني وهيب واستقرت محطة الإمام وعساكره في شمال القلعة قريبا من القاع، وأقبل الناس إليه من الجهات المغربية، والحميرية، والبون، والخشب [60أ-أ]، وشظب، والأقهوم، وغير هذه النواحي بالبر والنذور والحقوق الواجبة وحمدوا الله وشكروا سعي أمير المؤمنين عليه السلام حيث استنقذهم من أيدي أهل الجور والعسوف، وأمر أمير المؤمنين إلى الأمير المتوكل على الله أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله سلام الله عليه بالنهوض إليه وأهله ورهطه ومن كان في ركابه من الأجناد ليكونوا مقدمة عساكره لفتح صنعاء اليمن فامتثل الأمير الكبير شمس الدين مراسمه ونهض في عصابة من فرسان الخيل من أهله وأولاده وسار في هيئة حسنة وعدة شديدة فنشر أعلامه وأمر بحمل النقارات والطبول والرايات الحربية، وأمره أمير المؤمنين أن يجعل عسكره على رحابة، ثم وادي ظهر ففعل ما أمره أمير المؤمنين، فلما وصلوا إلى موضع يسمى الأبرق من أسفل وادي ظهر وافاهم عسكر أسد الدين محمد بن الحسن بن رسول، ومماليك الترك وهم وجوه عسكر اليمن فكانت بينهم ملحمة حطمت فيها الرماح وثلمت الصفاح، واستظهر الأمراء الحمزيون على القوم، فكتب الأمير المتوكل إلى الإمام كتابا يعلمه بما كان من الفتح الذي هو باكورة الفتح، وكتب شعرا وهذا موضع نسخته يذكر فيه الوقعه ويذكر من أبلى هنالك من أهله، فأجابه الإمام بشعر حسن وشكر فعله ومن معه من الأمراء الأجلاء لنقل ما ذكرنا ههنا إن شاء الله تعالى متى وجد.

مخ ۱۹۳