أخبرني من رأى أن أمير المؤمنين بشر بكلام خفي [56ب-أ] قال: ظننت أنه يدعو لما أضرت بالناس هذه العرادة فما كان إلا القليل حتى انحطم سهمها والناس ينظرون فغلبوا وانقلبوا خاسرين، ثم أقبلت إليه قبائل القبلة من راحة بني شريف وبلاد سنحان ووادعة وغيرهم من النجود وحصل على يديه من الأموال والدراهم والدنانير والحبوب ما عم العساكر إنفاقا ، وبلغني أنه كان ينفق في الليلة الواحدة ألوفا، ولما أمر بقتل ابن الأديب أمر بقبض جميع ما خلفه من العين والأثاث والآلآت الفضية وصرفه في جميع مصرف بيت المال بحكم الله تعالى وصرف إليه الأمير الكبير محمد بن حمزة بن الحسين الحمزي جميع ما خلفه ولده أحمد بن محمد فقبضه لبيت المال، وكذلك جميع أملاك نفسه، فلما قبله لبيت المال رأى من المصلحة أن يرد على الأمير المذكور أموال نفسه يستعين بها في أموره ورد عليه شيئا من بركة ولده مع كراهة الأمير لذلك فلم يساعد الإمام فقبل ذلك.
مخ ۱۸۲