ونهض أمير المؤمنين عليه السلام راجعا إلى حصن ثلاء المحروس، فبات ليلة في حصن عران عند الأميرالكبير المجاهد السابق أحمد بن محمد بن حاتم، ونهض ثاني ذلك اليوم ومن معه من العساكر ومن فيهم من الأمراء الحمزيين حتى وصل إلى حصن ثلاء المحروس سالما غانما ظافرا ميمونا فأقام عليه السلام إلى شهر [.....بياض في المخطوط.......] في سنة سبع وأربعين وستمائة، ووصل الأمراء الكبراء نجم الدين وصارم الدين موسى وداود ابني الإمام المنصور عليه السلام والأمير الكبير بدر الدين عبدالله بن الحسن بن حمزة والأمير الكبير الحسن بن وهاس في عصابة في أهله وخدمهم، فسر أمير المؤمنين بوصولهم وتلقاهم بما هم أهله من الإجلال والإنصاف وأعلموه أنهم ما وصلوا إلا لنصرته وامتثال مراسمه، فضربت خيامهم شرقي قرية ثلاء في موضع يسمى المحاميت وأقاموا أياما، وكثرت الأحاديث عنهم وما في نفوسهم من الفساد على أمير المؤمنين عليه السلام فلم يرفع الإمام بكثير من الأحاديث رأسا وعزم على النهوض إلى بلاد بني شهاب والمثاغرة على صنعاء والقرب من الجهات اليمانية.
قصة نهوضه عليه السلام إلى بلاد بني شهاب
قال الراوي: لما حمل الإمام عليه السلام بني شهاب وبني الراعي وبعض قبائل سنحان وغيرهم على النهوض لنصرتهم ووعده من أنفسهم ببذل الأرواح والأموال لم ير أنه يسعه عند الله تعالى مع وجود الناصر إلا القدوم والتوكل على الله تعالى وهو مسر في نفسه قلة الثقة بمن معه من الأمراء بني حمزة فكان الأمر كما ظن.
مخ ۱۵۵