بهذا الإمام الناسك المتورع
رجعنا إلى أحلام أكرم مرجع
على غير منهاج من الرشد مهيع
بأمضى من البتر المواضع أقطع
إلى أهلها عن خير مرأى ومسمع[47أ-أ]
ولبى سريعا داعي الحق إذ دعي
وقوم السرايا يوم داعي التترع
فأكرم به عذرا إلينا وأوسع
وعادت كعابا ذات عشر وأربع
فلا يظفر التكدير منه لمشرع
قال الراوي: ولما أصيب من تقدم ذكره من المجاهدين في كوكبان وكان سلطان اليمن عمر بن علي بن رسول في بلاد بني شهاب مشغولا بخراب قراها ورعي زرائعها فنال من البلاد وعاد قافلا إلى صنعاء اليمن دخل في قلوب الأمراء عماد الدين يحيى بن حمزة وولديه أن أمير المؤمنين قد تضعضع وضعف شأنه وأنهم إذا اجتمعوا هم والسلطان استأصلوا شأفة أمير المؤمنين عليه السلام فأجمعوا على تقدم أحدهم إلى السلطان عمر، فتقدم الأمير أحمد بن يحيى بن حمزة إلى حصن ذمرمر فوهن فيه السلطان عمر لولده إلى السلاطين آل حاتم فحلف الأمير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة لا استوثق من السلطان رهينة في نفسه لثقة بعضهم ببعض وتعاضدهم على أمير المؤمنين فلقيه السلطان بالتبجيل والتعظيم وأنزله في أحسن منزل، ووقف الأمير أحمد بن يحيى أياما ينقل إليه التحف والظرف وهو في خلال ذلك في جد واجتهاد وتدبير دقيق بينه وبين السلطان في استئصال شأفة أمير المؤمنين عليه السلام، فانتهى أمرهم أن السلطان عمر سلم للأمير أحمد بن يحيى بن حمزة حصن بكر وهو من أعجب القلاع في اليمن وأحرزها وهو الذي حط عليه الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب مصر في سنة ثمان عشرة وستمائة دون السنة وأنفق عليه أموالا جليلة قيل: تسعمائة ألف دينار، وصار إلى هذا السلطان لما استولى على اليمن.
مخ ۱۴۸