قصة دخول السلطان عمر بن علي بن رسول مدينة صنعاء اليمن
وما كان في ذلك الأوان من الغزوات والسرايا والحروب.
ولما استقر السلطان الملك المنصور في صنعاء وصل إلى أمير المؤمنين قبائل قدم وحمير وغيرهم من قبائل المغرب والظاهر وغيرها وقالوا للإمام: إن هذا السلطان قد استتب له الملك وقد نال من العرب وخصوصا من أهل المذهب الزيدي شرفه الله تعالى وها نحن هؤلاء باذلون لك الأنفس والأموال ولعل الله تعالى أن يجعل على يديك فرجا قريبا ونصرا عاجلا، فأجابهم أمير المؤمنين بالعزم الشديد والاهمام الأكيد وقال: إن ذلك مطلوبنا وقصدنا، والذي لأجله قمنا باذلين لنفوسنا، فلما رأى شدة بأس العرب وعزيمتها لم يرى إلا تجريد العسكر إلى جهة المغرب للمحطة على الحصون التي بيد هذا السلطان وهي الموقر والغرنوق ومراضة وعرار وأبدر وبارق لشغل السلطان بنفسه ويرده كيده.
قصة نزول المغرب والمحطة على الموقر وساير الحصون التي كانت
بيد الغز
وأمر أمير المؤمنين بالأهبة والجهاد للغزو في سبيل الله فجهز عسكرا كثيفا من عيون الأشراف والعلماء ورؤساء العرب، وجعل أمر العسكر إلى الشرفاء الأمراء شرف الدين يحيى بن القاسم بن يحيى الحمزي، وعلم الدين أحمد بن القاسم القاسمي، وشجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم المحسني العلوي؛ إذ كانوا من عيون أصحابه وأهل الإخلاص والبصيرة والثبات في الأمور بعد أن كان قد جهز الأمير أحمد بن محمد هذا في عسكر فبلغ إلى مسور، واختلف عليه أهل البلاد فعاد ولم يلبث أن نهض العسكر المنصور من حصن ثلاء فأمسوا ليلتهم تلك في جبل مسور عند السلاطين آل حسين بن محمد وبني عمهم فاقتسموا العساكر إلى منازلهم، فتقدم الشريف السيد يحيى بن القاسم فيمن معه إلى رأس جبل مسور، وهبط الشريفان الأميران أحمد بن القاسم، وأحمد بن محمد بن حاتم إلى موضع يسمى الثومة فيمن معهما.
مخ ۱۲۵