120

سيره ابی طیر

سيرة أبي طير

ژانرونه

شعه فقه

غزوة شبام الأولى

ووجه أمير المؤمنين الشريفين الأميرين المشهورين محمد بن سليمان بن موسى الحمزي، وأحمد بن محمد بن حاتم المحسني العباسي العلوي في عدة من عيون الأشراف والعلماء والشيعة عسكرا كثيفا من القبائل المجاهدين إلى شبام وهي مدينة حسنة المنظر مخضرة الربى كثيرة الأنهار فيها الجامع العجيب الذي بناه الأمير ابن يغفر وهي في الأصل من المدن المشهورة القديمة وهي لاصقة إلى جبل كوكبان محصنة بالدواير وفيها قوم من حمير من بقية أبى حوال الحميري وغيرهم، فتقدم المجاهدون آخر الليل وكانوا فوق الألف مقاتل، وكانت الخيل قريبا من ثلاثين فارسا، ولما قربو من المدينة واجتمع من هذه المدينة من الحصون حلب وبكر وكوكبان وغيرها قريبا من ألف مقاتل، وكان القتال أولا على أسوار المدينة، ثم لم يلبث المسلمون أن صعدوا عليهم واشتد القتال في غربي المسجد الجامع، فاستشهد رجل من المسلمين، وقتل من أعداء الله جماعة فيما قيل، ولم يظفر من غنائم المدينة إألا القليل؛ لأن القوم تحيزوا لما دخل عليهم المسلمون إلى كهوف في الجبال من الزمان الأول، وعاد المسلمون ظافرين بحمد الله سبحانه، والحمدلله رب العالمين.

وهذه الغزوات في أيام متقاربة، وعند ذلك عظم الأمر على السلطان عمر وعلم أن أمر الإمام ليس بالهين وأنه إلى قوة والناس معه إلى إقبال فأزمع على الإقبال نحوه، وأمر بقوة الحصون وكان من أعظم ما قواه بالخيل والرجال حصن حلب وجعل حشوه الباطنية الملحدين وذلك لقربه من ثلاء.

مخ ۱۲۳