105

سيره ابی طیر

سيرة أبي طير

ژانرونه

شعه فقه

وفي هذا الخطر الشديد ما لا خفاء به عند من هو دونكم فكيف بكم وقد حلقتم في جو الفضل واعتليتم قمم النبل والأكبر منكم والحمد لله يعرف أحوال السيد الإمام عليه السلام على التفصيل من صغره إلى كبره وما ينطوي عليه من المحافظة على العلم وله عصر ودهر يقرئ ويقرأ مع الفطنة والذكاء العظيم فالضرورة تقتضي بغزارة علمه ووفور فهمه بعد العلم بهذه الأمور من دون بحث أو مشاهدة تصنيف، وكذلك حالته في الورع الشحيح فإنه لم يعلم أنه قارف ذميما ولا أتى مليما، وكذلك ما هو عليه من رجاحة العقل والجد والحلم والوقار وشرف الأخلاق وعرفه لنفسه عن المطامع والإعراض عن التكبر والتجبر وسلوك أشرف الطرائق وأعلاها وأحسنها وأسناها وهو في الحقيقة الفائق في خصاله المبرز في خلاله مع الذي قد جعله الله تعالى له من البركات التي طار ذكرها في الآفاق وحدث بذكرها زمر الرفاق ولم يكن الله تعالى ليجعلها إلا لعيون أوليائه وأفاضله وكم من ولي لا يحصل له ذلك وإنما لعترة رسول الله صلى الله عليه الحق العظيم والفضل الجسيم ببركة أبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ولما يريد الله أن يعطف إليهم قلوب أوليائه لا سيما من يريد أن يجعله نظاما للإمامة، ولقد كثر ما نقل له كثرة عظيمة حتى أني أشهد الله تعالى وكفى به شهيدا لقد كنت فيما غبر من الأعوام وقبل نشر هذه الدعوة الشريفة وكونه لم يبلغ الدرجة التي يؤهل معها لهذا الأمر في حكم القاطع على أنه لا بد من قيامه عليه السلام لما هو عليه من خصال الخير التي قام بها، وقد أجرى الله العادة بأنه إذا أراد مثل هذا الأمر لشخص أنه يجعل له من ابتداء أمره أشياء تكسبه شرفا وودا في قلوب أوليائه وذكرا شريفا في الصالحين، فكونوا أحاطكم الله تعالى وأنتم كذلك حيث الظن بكم في مناصرته وقد علمتم حال هذه المذاهب الردية من الجبرية والباطنية خاصة وكيف وقد قويت شوكتهم وعلت كلمتهم وتوفرت جماعتهم وما دون خلال أمورهم وذهاب جمهورهم إلا لطف الله تعالى وتمام هذه الدعوة الشريفة النبويه المهدية، والجد في المعاضدة والمناصرة، فقد كانت المطرفية أعظم منهم شأنا، وأشمخ بنيانا، فلطف الله سبحانه وتعالى بقيام الإمام المنصور بالله عليه أفضل السلام ففرق جموعهم وهدم ربوعهم والرجاء في الله تعالى أن يصير مذاهب الباطنية كذلك فما ذلك عليه بعزيز، وكل هذا لا يخفى على الخواطر الشريفة، والحمد لله كثيرا وعلى مجالسهم الكريمة من السلام أزكاه وأشرفه وأنماه، والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه.

وكتب عليه السلام دعوته إلىالتهايم وبلاد الشافعية في المغارب من المخلافة ولاعتين وحراز وملحان وتلك النواحي فوصل إليه الفقيه العالم الحافظ الأديب المحدث نجيب الدين سليمان بن محمد بن الزبير الحبشي، ثم الشاوري في عدة من علماء الشافعية فرأى كماله وعرف صفاته وبايع وأظهر اعتقاد أهل العدل، وكذلك من كان معه ووصل إليه مجيبا للدعوة الفقيه الأديب العالم الفرضي محمد بن منيع النميري البغدادي وكان رجلا من بني نمير ممن نشأ ببغداد ودرس في المدرسة النظامية المشهورة هناك، وكان رجلا شافعي الفروع عدلي الأصول محبا لأهل البيت عليهم السلام ومن يرجى فيه القيام بأمر الأمة فأقام سنينا ينتظر، فلما وردت دعوة الإمام المهدي عليه السلام ووصل إلى ديار اليمن صار يبحث عن علماء أهل البيت عليهم السلام، فلما وردت دعوة الإمام المهدي عليه السلام إلى صنعاء وصل إلى ثلاء ورأى من كمال الإمام في جميع الصفات الإمامية فوق ما يوصف له فبايع وأقام أياما وأحسن إليه الإمام إحسانا عاما فمما قال في مدح الإمام عليه السلام:

الله أكبر هذا كاشف الكرب .... في كل قطر من الدنيا عن العرب

هذا الإمام الذي أختالت بسيرته .... مواسم العدل في أثوابها القشب

وأطفأ الله نار الجائرين به .... عن الأنام وكانت جمة اللهب

هذا هو القائم المهدي ذو الشيم .... الغراء هذا الزكي زكي المجد والحسب

هذا الذي ملأ الدنيا ندا ودما .... عن الرضا في سبيل الله والغضب

عزت به العرب العرباء واعتصمت .... منه بأروع كشاف دجى الكرب

حامي الحقيقة مقدام أخي ثقة .... سهل الخليقة بدر غير محتجب

يا ابن الحسين أمير المؤمنين لقد .... عز الهدى بك عز السبعة الشهب أجبت دعوة داعي الحق مقتفيا .... نهج الأئمة من آبائك النجب

مخ ۱۰۹