251

سراج منير

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

ژانرونه

• (أن حوضي من عدن) بفتحتين (إلى عمان البلقا) بفتح العين المهملة وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أرض البلقا وأما بالضم والتخفيف فصقع عند البحرين (ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل أكاويبه) جمع كوب (عدد النجوم) قال العلقمي قال في التقريب الكوب بالضم الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له والجمع أكواب (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا) أي لم يعطش # والظمأ مهموز وهو العطش قال القاضي ظاهر الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار فهذا الذي لا يظمأ بعده قال وقيل لا يشرب منه إلا من قدر له بالسلامة من النار ويحتمل أن من يشرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب بالعطش فيها بل يكون عذابه بغير ذلك لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تشرب منه إلا من ارتد وصار كافرا (أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤسا) أي المغبرة رؤوسهم (الدنس ثيابا) أي الوسخة ثيابهم قال العلقمي قال في النهاية الدنس الوسخ وقد تدنس الثوب اتسخ (الذين لا ينكحون المتنعمات) قال العلقمي في خط المؤلف في الصغير بمثناتين بينهما ميم وفي الكبير بخطه بمثناة ثم ميم ثم نون ثم عين مهملة شديدة وعليه يدل كلام ابن عبد العزيز وفي ابن ماجه بنون ثم عين شديدة وهو بمعنى الذي قبله وأما الذي في خط شيخنا فلم يظهر لي معناه ولعلها رواية لأحمد من بقية المخرجين انتهى وقال المناوي المتنعمات بميم فمثناة فوقية فنون كذا في النسخ المتداولة لكن رأيت نسخة المؤلف التي بخطه المتمنعات أي من نكاح الفقراء (ولا تفتح لهم السدد) بضم السين وفتح الدال المهملتين قال العلقمي أي الأبواب والسدد جمع سدة وهي كالظلة على الباب لتقي من المطر وقيل هي الباب نفسه وقيل هي الساحة بين يديه قال سيخنا قلت وظاهر صنيعه أنه اعتمد الثاني لأنه فسر السدد بفتح الأبواب وقال في التقريب السدة كالصفة والسقيفة انتهى وقال المناوي جمع سدة وهي هذا الباب والمراد لا يؤذن لهم في الدخول على الأكابر (الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون) الحق (الذي لهم) لضعفهم وازدراء الناس إياهم واحتقارهم لهم (حم ت ه ك) عن ثوبان مولى المصطفى قال الشيخ حديث صحيح

• (أن حقا على الله تعالى) أي جرت عادته غالبا (أن لا يرتفع شيء) وفي نسخ أن لا يرفع شيئا (من أمر الدنيا إلا وضعه) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أنس بن مالك قال كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضبا وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا أسبقت العضبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حقا فذكره وفي الحديث اتخاذ الإبل للركوب والمسابقة عليها وفيه التزهيد في الدنيا للإرشاد إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا اتضع وفيه الحث على التواضع وفيه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه لكونه رضي أن أعرابيا يسابقه وعظمته في صدور أصحابه وقال ابن بطال فيه هوان الدنيا على الله والتنبيه على ترك المباهاة والمفاخرة وأن كل شيء هان على الله فهو في محل الضعة فحق على كل ذي عقل أن يزهد فيه (حم خ د ن) عن أنس ابن مالك

مخ ۹۱