229

سراج منير

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

ژانرونه

• (أن إبراهيم ابني) قال المناوي نزل المخاطبين العارفين بأنه ابنه منزلة المنكر الجاهل تلويحا بأن ابن ذلك النبي الهادي جنس منه فلذلك تميز على غير ما ذكر (وأنه مات في الثدي) قال العلقمي أي في سن رضاع الثدي أو في حال تغذيه بلبن الثدي انتهى قال المناوي وهو ابن ستة عشر أو ثانية عشر شهرا (وأن له ظئرين) بكسر الظاء المعجمة مهموز أي مرضعتين من الحور قال في المصباح الظئر بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها الناقة تعطف على غير ولدها ومنه قيل للمرأة الأجنبية بحضن ولد غيرها ظئر وللرجل الحاضن كذلك (يكملان رضاعه في الجنة) أي يتممانه سنتين لكونه مات قبل تمامهما قال العلقمي قال شيخنا قال صاحب التحرير هذا الإتمام لإرضاع إبراهيم عليه السلام يكون عقب موته فيدخل الجنة متصلا بموته فيتم بها رضاعه كرامة له ولأبيه صلى الله عليه وسلم قلت ظاهر هذا الكلام أنها خصوصية لإبراهيم وقد أخرج ابن أبي الدنيا من حديث ابن عمر مرفوعا كل مولود يولد في الإسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول يا رب اردد علي أبوي واخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم في تفسيره عن خالد بن معدان قال أن في الجنة لشجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وحاضنهم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال أن في الجنة لشجرة لها ضروع # كضروع البقر يغذى ولدان أهل الجنة فهذه الأحاديث عامة في أولاد المؤمنين ويمكن أن يقال وجه الخصوصية في السيد إبراهيم كونه له ظئران أي مرضعتان على خلقة الآدميات أما من الحور العين أو غيرهن وذلك خاص به فإن رضاع سائر الأطفال إنما يكون من ضروع شجرة طوبى ولا شك أن الذي للسيد إبراهيم أكمل وأتم وأشرف وأحسن وأسر (حم م) عن أنس بن مالك

• (أن أبغض الخلق) أي المخلوقات أي من أبغضهم (إلى الله تعالى العالم يزور العمال) أي عمال السلطان قال المناوي لأن زيارتهم توجب مداهنتهم والتشبيه بهم وبيع الدين بالدنيا (ابن لال) واسمه أحمد (عن أبي هريرة) وهو حديث ضعيف

• (أن أبغض عباد الله إلى الله) أي من أبغضهم (العفريت) بالكسر أي الشرير الخبيث من بني آدم (النفريت) بكسر النون أي القوى في شيطنته (الذي لم يرزأ في مال ولا ولد) بالبناء للمجهول مهموزا أي لم يصب بالرزايا في ماله ولا ولده بل لا يزال ماله موفرا وأولاده باقون لأن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه فهذا عبد ناقص الرتبة عند ربه قال المناوي وهذا خرج مخرج الغالب (هب) عن أبي عثمان النهدي بفتح النون وسكون الهاء واسمه عبد الرحمن (مرسلا)

• (أن إبليس يضع عرشه على الماء) أي يضع سرير ملكه على الماء ويقعد عليه (ثم يبعث سراياه) جمع سرية وهي القطعة من الجيش والمراد جنوده وأعوانه أي يرسلهم إلى إغواء بني آدم وافتتانهم وإيقاع البغضاء والشرور بينهم (فأدناهم) أي أقربهم (منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا) أي وسوست بنحو قتل أو سرقة أو شرب خمر أو زنا (فيقول ما صنعت شيئا) استخفافا لفعله واحتقارا له (ويجيء أدهم فيقول ما تركته) يعني الرجل (حتى فرقت بينه وبين أهله) أي زوجته أي وسوست له حتى فارقها (فيدنيه منه ويقول نعم أنت) بكسر النون والعين المهملة أي يمدح صنيعه ويشكر فعله لإعجابه بصنيعه وبلوغ الغاية التي أرادها والقصد بسياق الحديث التحذير من التسبب في الفراق بين الزوجين لما فيه من توقع وقوع الزنا وانقطاع النسل (حم م) عن جابر بن عبد الله

• (أن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه) أي أشدهم في الإغواء والإضلال وأقواهم على الصد عن طريق الهدى (إلى من يصنع المعروف في ماله) من نحو صدقة أو إصلاح ذات البين أو إعانة على دفع مظلمة أو فك رقبة فيوسوس إليه ويخوفه عاقبة الفقر ويمد له في الأمل (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

• (أن ابن آدم لحريص على ما منع) ظاهر شرح المناوي أن منع مبني للمفعول فإنه قال أي شديد الحرص على تحصيل ما منع منه باذلا للجهد فيه لما طبع عليه من شدة الممنوع عنه (فر) عن ابن عمر بإسناد ضعيف

مخ ۶۸