173

سراج منير

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

ژانرونه

• (أن الله تعالى يقل لا هون) أي أسهل (أهل النار عذابا) سيأتي في حديث أنه أبو طالب أي يقول له يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت (تفتدى به) أي الآن من النار (قال نعم) أي افتدى به (قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم) أي حين أخذت الميثاق يشير # بذلك إلى قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم فمن وفى به بعد دخوله في الدنيا فهو مؤمن ومن لم يوف به فهو كافر قال العلقمي قال النووي وفي رواية فيقول أردت منك أهون من هذا وفي رواية فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك وفي رواية فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك المراد بأردت في الرواية الأولى طلبت منك وأمرتك وقد أوضحته في الروايتين الأخيرتين بقوله قد سئلت أيسر فتعين تأويل أردت بذلك جمعا بين الروايات ولأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئا ولا يقع ومذهب أهل الحق أن الله تعال مريد بجميع الكائنات خيرها وشرها ومنها الإيمان والكفر فهو سبحانه مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر خلافا للمعتزلة في قولهم أنه أراد إيمان الكافر ولم يرد كفره تعالى الله عن قولهم الباطل فإنه يلزم من قولهم إثبات العجز في حقه تعالى وأنه وقع في ملكه ما لم يرده وأما هذا الحديث فقد بينا تأويله وأما قوله فيقال له كذبت فالظاهر أن معناه أنه يقال له لو رددناك إلى الدنيا وكانت لك كلها أكنت تفتدي بها فيقول نعم فيقال له كذبت قد سئلت أيسر من ذلك فأبيت ويكون هذا من معنى قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (أن لا يشرك بي شيئا) قال المناوي أي بأن لا تشرك بي شيئا من المخلوقات انتهى والظاهر أنه بدل من قوله ما هو أهون من ذلك (فأبيت إلا الشرك) أي امتنعت من الإيمان إذ أخرجتك إلى الدنيا واخترت الشرك (ت) عن أنس

• (أن الله تعالى يقول أن الصوم لي) أي سر بيني وبين عبدي (وأنا أجزي به) قال العلقمي اختلف العلماء في المراد بهذا مع أن الأعمال كلها له تعالى وهو الذي يجزي بها على أقوال

• أحدها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره قاله أبو عبيد قال ويؤيده حديث ليس في الصوم رياء قال وذلك لأن الأعمال إنما تكون بالحركات إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى على الناس

• الثاني معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير ويشهد له سياق رواية الموطا حيث قال كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله قال الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره

• الثالث أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصدقة والصلاة ونحو ذلك

مخ ۱۲