121

سراج منير

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

ژانرونه

• (أن الله تعالى أمرني بمداراة الناس) قال المناوي ندبا أو وجوبا ويدل للوجوب قوله (كما أمرني بإقامة الفرائض) أي أمرني بملاينتهم والرفق بهم فأتألفهم ليدخل من دخل منهم في الدين ويتقي شر غيره قال المناوي أما المداهنة وهي بذل الدين لصلاح الدنيا فمحرمة وقد امتثل المصطفى أمر ربه فبلغ في المداراة الغاية التي لا ترتقي وبالمداراة واحتمال الأذى يظهر الجوهر النفسي وقد قيل لكل شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل المداراة فما من شيء يستدل به على قوة عقل الشخص ووفور علمه وحلمه كالمداراة والنفس لا تزال تشمئز ممن لا يحسن المداراة وبالمداراة تنقطع حمية النفس ويرد طيشها ووفورها (فر) عن عائشة بإسناد ضعيف

• (أن الله تعالى أنزل الداء والدواء) أي ما أصاب أحد أداء إلا قدر له دواء (وجعل لكل داء دواء) أي خلق الله تعالى ذلك وجعله شفاء يشفى من الداء بقدرته تعالى (فتداووا) أي ندبا أيها المرضى قال العلقمي وأما من ليس به مرض فلا يستعمل الدواء لأن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافق ولكن زادت كميته عليه تشبث بالصحة وعبث بها في الإفساد فالتحقيق أن الأدوية من جنس الأغذية فمن غالب أغذيتهم مفردات كأهل البوادي فأمراضهم قليلة جدا وطبهم بالمفردات ومن غالب أغذيتهم مركبات كاهل المدن يحتاجون إلى الأدوية المركبة وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة وهذا برهان بحسب الصناعة الطبية قاله ابن رسلان (ولا تداووا بحرام) بحذف إحدى التاءين للتخفيف قال العلقمي وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث وحديث أن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها على أنه لا يجوز التداوي بمحرم ولا بشئ فيه محرم كألبان الأتن واللحوم المحرمات والترياق والصحيح من مذهبنا جواز التداوي بجميع النجاسات سوى المسكر لحديث العرنيين في الصحيحين وأن تشربوا من أبوالها أي الإبل للتداوي كما هو ظاهر الحديث وحديث الباب لا تداووا بحرام ولم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها محمول على عدم الحاجة بأن يكون هناك دواء غيره يغني عنه ويقوم مقامه من الطاهرات قال البيهقي هذان الحديثان أن صحا فمحمولان على النهي عن التداوي بالحرام من غير ضرورة ليجمع بينهما وبين حديث العرنيين (د) عن أبي الدرداء

• (أن الله تعالى أنزل بركات ثلاثا) أي من السماء كما في رواية (الشاة والنخلة والنار) يجوز رفع المذكورات بتقدير المبتدأ أي هي ونصبها بالبدلية بما قبلها وظاهر شرح المناوي الاقتصار على الرفع وسميت بركات لكثرة نفعها (طب) عن أم هانئ وهو حديث ضعيف

مخ ۳۵۴