194

سراج الملوک

سراج الملوك

خپرندوی

من أوائل المطبوعات العربية

د خپرونکي ځای

مصر

يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ (الأنعام: ١١٢) . وقال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الفرقان: ٣١) . يا محمد لا تستوحش منا ولا تتهمنا في سيرتنا فهذه سيرتنا فيمن نحبه ويحبنا. فالبلاء على وجهين: أحدهما كفارة لذنب والآخر رفع درجات وتوفير أجر. ولذلك كان أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل؛ فالبلاء بلآن: بلاء رحمة لتضعيف درجة وتمحيص سيئة وبلوغ فضيلة وعلو منزلة، وبلاء عقوبة لانتهاك حرمة واقتراف معصية. لن تخلو المكارة أن تكون لحادث رحمة أو بلاء رغبة عما أنعم الله به منهما، أو لسيئة عند إضاعة فلا غنى عن زاجر عنها، فلأجل ذلك كان حلولها عظمت به المنة، ووجبت لله به النعمة، وكان جعفر بن محمد ﵁ إذا وقع مني شيء يكرهه يقول: اللهم اجعله أدبًا ولا تجعله غضبًا. وفي الحديث عن النبي ﷺ: لو كان المؤمن في رأس جبل لقيض الله له من يؤذيه يا من ضاق صدره وحرج قلبه وساء خلقه، من عدو أقلقه وحاسد حسده، طب نفسًا وقر عينًا وانعم عيشًا، بشهادة النبي ﷺ لك بالإيمان، ولعدوك بالنفاق. بخ بخ إن عقلتها! أما لك في الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أسوة؟ أما لك في الصالحين قدوة؟ فلو لم نلق الله ﷿ من الحسنات إلا بما اقترفناه اختيارًا للقينا الله تعالى فقراء من الحسنات ثقالًا من السيئات. قال الشاعر: قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض الناس بالنعم وقال بعض الحكماء: الذي رأينا مما نحب فيما نكره أكثر مما رأينا مما نكره فيما نحب. وقال علي بن أبي طالب ﵁: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين. السجون قبور الأحياء وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء، وأسعد الناس من كان القضاء له مساعدًا وكان لمساعدته أهلًا. غلب على الكريم من بدر إليه. الشماتة لؤم. عوام الناس عدة لخواصهم. مجيء القدر يسبق الحذر. من سخر من شيء حاق به. من عير بشيء عير به. الخلق نهب المصائب. مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها. أقل ما في الحيلة الخروج من الاستكانة. جاني العقوبة على نفسه أعظم جرمًا عليها من المعاقب له عليها. قرابة بغير منفعة بلية عظيمة. والنعمة منعة. كفاك أدبًا لنفسك ما كرهته من غيرك. الحمية ثوب الجهل. الأنفة قوام السفيه. قل آنف لم يعقب ذلا. العادة كمين لا يأمن ازدحام الكلام مضلة الصواب. عجلوا القرا قبل سوء الظن وإلحاق السيئة. أعجب ما في هذا الإنسان قلبه وله مؤاد من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سخ له الرخاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه الأياس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد بالغيظ، وإن استعد بالرضاء نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله الحذر، وإن اتسع له الأمر أسلمته الغرة، وإن حدثت له نعمة أخذته العزة، وإن امتحن بمصيبة فضحه الجزع، وإن أفاد مالًا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة أشغله البلاء، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد. أفضل القول بديهة آمنة وردت في مقام خوف. أشد الناس غمًا الذي يرى غيره في الموضع الذي هو به أولى. ما أخذ الله طاقة أحد إلا رفع عنه طاعته. من العجب أن لا ترضى عمن ابتغى رضاك، وأعجب من ذلك أن تسخط عليه. زئير الأسد يشبه صولته. علامة العلم العلم بالعراض عند المناوهة. لا تغاروا حتى تروا. لا تفخروا حتى تفعلوا. لا تأنفوا حتى تظلموا. أوجب الشفعاء براءة الساحة. من لزم الصحة والاستقامة لزمته الغبطة والسلامة. قصص الأولين مواعظ الآخرين. البحث

1 / 197