سمط اللآلي په شرح امالي القالي
اللآلي في شرح أمالي القالي
ایډیټر
عبد العزيز الميمني
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
فكان يركب معه البصريّ ليلًا، فإذا مرّ المنصور بدار فسأل عن صاحبها قال يا أمير المؤمنين هذه دار فلان، وكان من خبره كذا وكذا وكان من أمره كذا، وكان البصري لأدبه لا يبدؤه بلفظ حتى يكون جوابًا لسؤاله، فأمر له المنصور في بعض تلك الليالي بصلة فتعقّب عليها فيها المأمور بها وهو الربيع بن يونس وقال لابدّ من معاودته فأمسك البصريّ عن ذلك وتمادى على حاله من مسايرة المنصور ومسامرته. فمرّ في بعض تلك الليالي بدار عاتكة. فقال مبتدئًا: يا أمير المؤمنين وهذه دار عاتكة التي يقول فيها الأحوص:
يا دار عاتكة التي أتعزّل
وسلّم وانصرف. فأنكر المنصور هذا من حاله ومن ابتدائه بذكره وفكّر في أمره، فعرض الشعر على نفسه فإذا فيه يمدح عمر بن عبد العزيز:
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق الحديث يقول مالا يفعل
قال يا ربيع أدفعت إلى الرجل ما أمرنا له به. فقال لا يا أمير المؤمنين. قال: فليدفع إليه مضاعفًا، وهذا من تعريض هذا البصري كقول الشاعر:
ألا ربّ من أطنبت في ذمّ غيره ... لديه على فعل أتاه على عمد
ليعلم عند الفكر في ذاك أنّني ... نصحت له فيما أتيت به جهدي
وأنشد أبو علي " ١ - ٧٨، ٧٧ " لزهير:
كما استغاث بسيء فزّغيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك
ع وقبله. قال وذكر القطاة:
حتى استغاثت بماء لا رشاء له ... من الأباطح في حافاته البرك
مكلّل بأصول النبت تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائه حبك
كما استغاث بسيء فزّغيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك
السيء: ما كان من اللبن قبل أن تدرّ الناقة. والحشك:
1 / 260