وصمت مراد، واحترم نديم صمته، إذا أخفيت السلاح أصبحت واحدا منهم، وحين يأتي الوقت يرشحني الوفد وأصبح من الأبطال ولو حدث - ولو أن هذا بعيد - واستطاع هؤلاء الضباط أن يغيروا الأوضاع فسيكون لهم شأن أي شأن، ولا شك أن صاحب نديم هذا سيصبح في المقدمة، ومسألة إخفاء السلاح ليست صعبة علي. فأنا هنا أعرف مخابئ كثيرة، بل إن بيتي نفسه لن يفكر فيه أحد، ما المانع؟ ما المانع؟ كله فائدة، لا خطر هناك، وأنا سأظهر بمظهر الأبطال. - نديم؟ - نعم. - أنا نفسي ملكك فما بال بيتي؟ أنا تحت أمرك.
وقام نديم، فقام مراد، وتعانق الصديقان. - متى تجيء أنت وصاحبك؟ - سنطب عليك. - أهلا في كل وقت ما اسم صاحبك؟ - ستعرف حين يجيء. - أسرار. - ربما. - أمرك. •••
لم تمض أيام حتى كان نديم وسعيد عند مراد. ولاحظ مراد أن سعيد ارتاح له، كما اطمأن هو إليه، وبعد أن تبادلا حديثا عاما فاجأ سعيد مراد: أين ستخبئ السلاح؟
ولم يفاجأ مراد بالسؤال، وإن كان فوجئ من توقيت إلقائه، فقد جاء على غير انتظار بعيدا كل البعد عما كانوا يأخذون فيه من حديث، ألجمته المفاجأة لحظة ثم قال: هنا في بيتي. - فقط. - وفي أماكن أخرى كثيرة. - معناها أن يعرف أصحاب هذه الأماكن ما نحاول أن تخفيه. - اطمئن هذه مسئوليتي. - لا هذه مسئوليتي أنا. - ما رأيك في بيت العمدة ودواره؟ - وسيعلم. - إنه كشخصي وكل ما أرجوك فيه أن تطمئن تماما وتثق في ثقة تامة. - لو لم أكن وثقت فيك من النظرة الأولى لما فتحت الموضوع أمامك. - أكثر الله من أمثالك يا سعيد بك. - بك هذه بعيدة عن قاموسنا كل البعد، سعيد سلطان، وتقول لي سعيد كما أنني لن أقول لك إلا يا مراد دون بك ولا يحزنون. - ويا ولد يا مراد إذا أحببت.
وضحك ثلاثتهم، وقال سعيد لمراد: ستكون بيننا رحلة طويلة يا ولد يا مراد. - أحس بهذا. - واضح أنك رجل يعتمد عليك.
وقال نديم: وهل كنت عرفتك به إذا لم يكن كذلك؟
وقال سعيد: أهدافك مرسومة في ذهنك، وستصل إليها.
وقال مراد: المهم أن أعرف الطريق إليها.
وقال سعيد: ربما تكون قد وضعت رجلك عليه.
وقال مراد: البركة فيك أنت ونديم.
ناپیژندل شوی مخ