174

Silsilat Al-Adab - Al-Munjid

سلسلة الآداب - المنجد

ژانرونه

حكم زيادة الرحمن الرحيم التسمية
قال ابن حجر ﵀ في شرح الحديث بعد أن ذكر الرواية التي تنص على قول: باسم الله قال: (أما قول النووي في أدب الأكل من الأذكار: إن صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته، والأفضل أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قال: باسم الله، كفاه وحصلت السنة، فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلًا خاصًا).
(وأما ما ذكره الغزالي من آداب الأكل في كتابه الإحياء: أنه لو قال في كل لقمة: باسم الله كان حسنًا، وأنه يستحب أن يقول مع الأولى: باسم الله، ومع الثانية: بسم الله الرحمن، ومع الثالثة: بسم الله الرحمن الرحيم، فلم أر في استحباب ذلك دليلًا).
إذًا السنة: باسم الله، والزيادة عليها غير محمودة؛ لأنها زيادة على السنة، ولذلك ذكر الشيخ الألباني في بعض كلامه العيب على من يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا قلت له: باسم الله فقط، فإنه يجيبك وماذا فيها؟ يعني: لو زدنا ماذا في هذه الزيادة؟ وقد سبق بيان أن كلمة العامة: زيادة الخير خيرين، أنها ليست بصحيحة على إطلاقها، وأن الزيادة على السنة توقع في البدعة، وأن مجاوزة ما جاء به النص عن النبي ﷺ فيه فتح الباب، والخطير من ذلك: الاستدراك على الشريعة، لأنه كأنه يقول: ما جاءت به الشريعة فهناك ما هو أفضل منه، ويحكم رأيه فيقول: عندي وفي رأيي أن: بسم الله الرحمن الرحيم أفضل من باسم الله؛ لأن فيها ذكر كلمة: الرحمن والرحيم، وهما اسمان من أسماء الله عظيمان.
فنقول: ليست المسألة بالاستحسان العقلي، المسألة بالدليل، ما دام أنه قد ورد النص على باسم الله، فنلتزم به.
وواضح من كلام ابن حجر ﵀ أن التسمية مرة واحدة فقط في بداية الطعام، وأنه لا يكرر ذلك في اللقم المختلفة.
لكن لو نسي قال: باسم الله في أوله وآخره.
لكنه يقولها مرة واحدة.
وهذا الحديث وهو: حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله تعالى عنه وهو صحابيٌ صغير، ولكنه حفظ عن النبي ﵊ هذا الحديث ونقله، وهو أنه جاء إلى النبي ﵊ فجلس وكانت يده تطيش في الصحفة ومعنى تطيش: تتحرك في نواحي الصحفة المختلفة ولا تقتصر على موضعٍ واحد يمينًا وشمالًا، وكذلك معناها: تسرع فالطيشان في الصحفة إذًا: الإسراع والتجول فيها يمينًا وشمالًا، وعدم الالتزام بمكانٍ معين، أو الالتزام بالأكل مما يليه.
وأما بالنسبة للصحفة فهي: التي تشبع الخمسة وهي أكبر من القصعة.

9 / 5