Silsilat Al-Adab - Al-Munjid
سلسلة الآداب - المنجد
ژانرونه
قصة أبي الهيثم بن التيهان
ومن الصحابة أيضًا الذين حصل لهم مشهد عظيم في الضيافة: أبو الهيثم بن التيهان، وذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: (خرج رسول الله ﷺ ذات ليلة فإذا هو بـ أبي بكر وعمر فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله! قال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما).
هؤلاء أعظم ثلاثة في الأمة؛ خرجوا من بيوتهم وما أخرجهم إلا الجوع، هذا الرسول ﷺ والخليفة الأول والثاني من بعده أخرجهم الجوع من البيت قال: قوموا، فقاموا معه فأتى رجلًا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأتهم المرأة قالت: مرحبًا وأهلًا، فقال لها رسول الله ﷺ: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله ﷺ وصاحبيه فقال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني فانطلق فجاءهم بعذقٍ فيه بسر وتمر ورطب حتى ينتقي الضيف ما يشاء فقال: كلوا من هذه حتى يسكن الجوع، ريثما تذبح الذبيحة وتطبخ، وهذا من حسن الضيافة أن يسكن جوع الضيف بشيء إذا كان الطعام سيتأخر، وأخذ المدية فقال ﷺ: (إياك والحلوب) لا تذبح ذات در ترضع أولادها وتنتفعون من حليبها ولبنها فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله ﷺ لـ أبي بكر وعمر: (والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم) رواه مسلم ﵀.
ومن القصص العظيمة ضيوف أبي طلحة رضي الله تعالى عنه والتي تقدمت لما قال النبي ﵊: (ألا رجلٌ من يضيفه هذه الليلة ﵀ فأخذه إلى بيته وقدم له طعام زوجته وقوت الصبية.
ويؤخذ من الحديث أن من آداب الضيافة التلطف في إكرام الضيف على أحسن الوجوه وعدم إحراجه.
8 / 12