157

Silsilat Al-Adab - Al-Munjid

سلسلة الآداب - المنجد

ژانرونه

هل يستضاف الكافر؟
هل يستضيف الإنسان الضيف الكافر؟ جاء في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ: (ضافه ضيفٌ كافر -يعني: نزل عليه- فأمر له رسول الله ﷺ بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله ﷺ بشاةٍ فحلبت فشرب حلابها ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها -ما استطاع أن يتم الثانية- فقال رسول الله ﷺ: المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء) معناها: لا بركة في طعام الكافر وأما إذا أسلم أو آمن يبارك الله في طعامه فيكفيه من الطعام ما لا يكفي الكافر ببركة الإسلام.
فإذًا: الحديث هذا يؤخذ منه جواز تضييف الكافر، قيل إنه: جمامة بن أساد، وقيل: جحاد الغفاري، وقيل غير ذلك، لكن نلاحظ أن النبي ﵊ أضاف الكافر قيل: رجاء إسلامه، أو إذا كان يخشى عليه الضياع إذا كان ممن له حق مثل الكفار المعاهدين يعني: الكفار الذين لهم حقوق غير الكفار الذين قد يكونون أقارب.
إذًا: هناك اعتبارات، فالنبي ﵊ أضاف الكفار إكرامًا لهم لعلهم يتأثرون من باب الدعوة أو كفار معاهدين لهم حقوق، كفار أقارب أما أن يدعو الإنسان كافرًا إلى بيته فيأتيه بنساءٍ عاريات أو يأتيه بنجسٍ أو بشركٍ وكفرٍ، وقد سأل بعضهم عن حكم تمكين الضيف الكافر من تأديت شعائر دينه في بيت المسلم الذي أضافه فسألت عن هذا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين فقال: لا يمكنه من ذلك يعني: لا يجوز له بأن يرضى أن يعمل شعائر الكفر في بيته.
وإذا أضاف المسلم كافرًا هل يآكله، أم يقدم له الطعام فقط ولا يجلس معه للأكل؟ يقول الإمام مالك ﵀: ترك مآكلة النصراني في إناء واحد أحب إلي ولا أراه حرامًا ولا نصادق نصرانيًا.
لا أراه حرامًا لكن الأحب إلي أني لا آكل معه في صحن واحد، فنهى عن مآكلته لما في ذلك من معنى المصادقة وأما تضييفه فيمكن أن يكون للاستئلاف ورجاء الإسلام يكون فيه أجر ووجود الطعام ببعض الأشكال العصرية أو مثلًا هذه البوفيهات وهذا الطعام الذي يوضع ثم يسكب منه الناس يحل مشكلة الأكل معه في صحنٍ واحد.
فالخلاصة إذًا: إذا رجي إسلامه بتأليف قلبه فلا مانع من إضافته، أما إذا كان يخشى منه بأن يأتي معه بمنكرات أو يعمل أشياء محرمة في بيتك فلا تضيفه.
ومما ذكر في صحيح مسلم عنوان: باب استحباب وضع النوى خارج التمر، واستحباب دعاء الضيف لأهل الطعام، وطلب الدعاء من الضيف الصالح وإجابته لذلك.

8 / 9