124

Silsilat Al-Adab - Al-Munjid

سلسلة الآداب - المنجد

ژانرونه

مواضع يستحب فيها السواك وهناك أمورٌ أخرى يستحب لها السواك، مثل: قراءة القرآن ولو كان خارج الصلاة، وألحق العلماء بهذا الأمر قراءة الحديث أو حضور مجالس العلم، حتى قال بعضهم: يستحب في سجدة التلاوة؛ لأنها من جنس الصلاة، وقد اشترطوا لها الوضوء واستقبال القبلة وستر العورة -وهم الجمهور- قياسًا على الصلاة، فقالوا: حتى إذا أراد أن يسجد للتلاوة يستاك، لكنهم قالوا: محلها بعد فراغ الآية وقبل سجدة التلاوة، لذا كان خارج الصلاة، فالسواك قبل الصلاة. ويستحب عند ذكر الله عمومًا، قال بعضهم: يندب أن يزيل وسخ الفم وقلح الأسنان بالسواك لذكر الله تعالى، والملائكة تحضر مجالس العلم، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كانوا يحضرون مجالس العلم فإن السواك من آداب مجالس العلم، ولأن الملائكة يحضرون الميت قالوا: لو تسنى للمحتضر أن يستاك فليستك، وقد ورد أن النبي ﵊ تسوك قبيل موته، فقالوا: إذا تمكن المحتضر من الاستياك أو أشار أن يعطوه سواكًا فليعطوه قبل الموت، فالملائكة تحضر، حتى قالوا: إنه يسهل خروج الروح ونحو ذلك، وهذا الله أعلم به وهو من أمور الغيب، لكن النبي ﷺ ثبت أنه استاك وهو يحتضر. ويستحب كذلك الاستياك عند قيام الليل، وسيأتي الحديث فيه عن النبي ﷺ. ويستحب -أيضًا- الاستياك لمجامع الناس؛ فإن الإنسان إذا أراد أن يذهب إلى الناس، خصوصًا إذا كان قادمًا من سفر وهناك معانقة كأن يسلم على عالم مثلًا، ويقترب منه، ويضع وجهه قبل وجهه، أو سائل يسر إلى عالمٍ بشيء أو نحو ذلك. وكذلك عند الذهاب إلى المسجد، فإنه من تمام الزينة، والمسجد فيه اجتماع الملائكة واجتماع الناس، وتطييب الرائحة فيه مؤكد. وقالوا أيضًا: إن السواك مستحب للالتقاء بالأهل، ودليله قوي وهو حديث عائشة ﵂ قالت: (كان النبي ﷺ إذا دخل بيته بدأ بالسواك) الحديث رواه مسلم فيتزين للقاء زوجته وأهله كما يحب أن تتزين له، ولذلك قالوا: حتى عند الجماع؛ لأن فيه ملامسة الرجل المرأة والاقتراب منها، وكذلك عند القيام من النوم لتغير رائحة الفم، وإذا تغير بعطشٍ أو جوعٍ أو اصفرار أو غير ذلك، ويستعمل السواك عند الفراغ من الطعام أيضًا. وعمومًا حديث: (السواك مطهرةٌ للفم مرضاة للرب) معناه: في أي وقتٍ من ليل أو نهار يمكن أن يستعمله.

6 / 7