سلک الدرر
سلك الدرر
خپرندوی
دار البشائر الإسلامية
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
د خپرونکي ځای
دار ابن حزم
زلال بتلميح تقبيح الابتذال ومن يبتذل عينيه في الناس لم يزل يرى حاجة محجوبة لا ينالها فقلت لبشار إن كنت ريحًا فقد لاقيت أعطارًا فالزم الصمت وغض أبصارًا لكن الريح كان يحرك العباب والهوى يلعب بالالباب والجنون شعبة من الشباب فقال له بشار يا مطلع البشاره أريد القعود جنبك حتى أعينك تارة فتارة فإن على الجار عونًا لجاره فقال ليس بعشك فادرجي واخطاءت استك فلا تبهرجي فقلت له يا ألطف الخليقه وأطرف ذوي السليقه لا تخيبه فإنه لا يتنشم في الحقيقه الاشمة من أردافك الأنيقه فقال متبسمًا تسألني برامتين شلجما ثم أنشد وذاك له إذا العنقاء صارت مربية وشب ابن الخصى فأبى أبو عمرة إلا ما أتاه وتاه في منزعه وما تاه فقال يا زلال ويا منبع الأوس والافضال أجرينا إلى ميسرة نضيره مياؤها غزيره ورياضها للجنان نظيره فقال سقطت على صاحب الخبرة والعوان لا تعلم الخمره فأذهبنا إلى أن خرجنا بموضع يفعم نفحات أزهاره المشام وألقينا المراسي بذي رمرام فأعطيته شيئًا مما تيسر فأحرزه ولاح في وجهه الحفر فنأولني تفاحة أبرزها من جيبه الظريف على نهج التعريض والتلطيف تفاحة تتسور العنبر والغاليه ويغبن من استبدلها بقرطي مارية ولو عبقت في الشرق أنفاس طيبها وفي الغرب مزكوم لعاد له الشم فقلت له يا علالة الروح وطلالة الغبوق والصبوح لغيري زكاة من جمال فإن يكن زكاة جمال فاذكرا بن سبيل كأني أردت به التعريض لقبلة الوداع فقال لا تطعم العبد الكراع فيطمع في الذراع ثم فاه وأنفاسه مطيبة برامك السبيل أمامك فامش طالبًا مرامك ثم ودع وأنشد كأن غراب البين غرد
إذا ما دعتك النفس يومًا لحاجة ... وكان عليها للخلاف طريق
فخالف هواها ما استطعت فإنما ... هواها عدو والخلاف صديق
فقلت له من غاب عنكم نسيتموه وروحه عندكم رهينه أظنكم في الوفاء ممن صحبته صحبة السفينة ثم انصرفت وداعي الشوق يهتف بي.
ارفق بقلبك قد عزت مطالبه، ثم قلت لبشار وهو أحير مني من أوضاع ذلك الطرير الطرار تنقل فلذات الهوى في التنقل ورد كل صاف لا تقف عند منهل هلم نتفيأ ظلال هذه الحدائق ونتفرج بتلون الأزهار وتموج الخلائق عسى أن يرشنا بدل الزلال بلل بمفهوم إن لم يكن وابل فطل فأنشد فتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الضلال تهيم هيهات يبدل العنبر
1 / 76