وأمرهم بالسمع والطاعة لمحمد بن سليمان وبرز محمد إلى مضربه بباب الشماسية وعسكر هنالك ثم خرج بالجيوش إلى جانب دمشق لقبض الاعمال من هارون ابن خمارويه إذ تبين ضعفه وذهب رجاله في حرب القرامطة ورحل محمد بن سليمان في زهاء عشرة آلاف وذلك لست خلون من رجب وأمر بالجد في المسير * ولثلاث بقين من رجب قرئ على الناس كتاب لاسماعيل بن أحمد بأن الترك قصدوا المسلمين في جيش عظيم وأن في عسكرهم سبعمائة قبة تركية لرؤساء منهم خاصة فنودى في الناس بالنفير وخرج مع صاحب العسكر خلق كثير فوافى الترك غارين فكبسوهم ليلا وقتل منهم خلق كثير وانهزم الباقون واستبيح عسكرهم وانصرف المسلمون سالمين غانمين وورد أيضا الخبر من الثغور بأن صاحب الروم وجه إليها عسكرافيه عشرة صلبان ومائة ألف رجل فأغاروا وكبسوا وأحرقوا ثم ورد كتاب أبى معد بأن الاحبار اتصلت من طرسوس بأن غلام زرافة خرج إلى مدينة أنطاكية على ساحل البحر فافتتحها عنوة وقتل بها خمسة آلاف رجل من الروم وأسر نحو هذه العدة منهم واستنقذ من أسارى المسلمين أربعة آلاف إنسان ووجد للروم ستين مركبا فغرقها وأخذ ما كان فيها من الذهب والفضة والمتاع والآنية وأن كل رجل حضر هذه الغزاة أصاب في فيئه ألف دينار فاستبشر المسلمون بذلك (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك ابن عبد الله بن العباس بن محمد
ثم دخلت سنة 292 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس
ففيها وجه صاحب البصرة إلى السلطان رجلا ذكر أنه أراد الخروج عليه وصار إلى واسط مخالفا بها فأقصد إليه من يقبض عليه وعلى قوم ذكروا أنهم
بايعوه ووجه بهم إلى بغداد فحمل هذا الرجل على فالج وبين يديه ابن له صبى على جمل ومعه سبعة وثلاثون رجلا على جمال عليهم برانس الحرير وأكثرهم يستغيث ويبكى ويحلف أنه برئ فأمر المكتفى بحبسهم (وفى هذه السنة) أغارت الروم على مرعش ونواحيها فنفر أهل المصيصة وطرسوس وأصيبت جماعة من المسلمين فيهم أبو الرجال بن أبى بكار (وفيها) انتهى محمد بن سليمان الكاتب إلى أحواز مصر لحرب هارون ووجه إليه المكتفى في البحر دميانة وأمره بدخول النيل وقطع المواد عمن بمصر من الجند فمضى وقطع عن أهل مصر الميرة وزحف إليهم محمد ابن سليمان على الظهر حتى دنا من الفسطاط وكاتب القواد الذين بها فخرج إليه بدر الحمامى وكان رئيس القوم ثم تتابع قواد مصر بالخروج إليه والاستئمان له فلما رأى ذلك هارون ومن بقى معه خرجوا محاربين لمحمد بن سليمان وكانت بينهم وقعات ثم إنها وقعت بين أصحاب هارون في بعض الايام عصبية اقتتلوا فيها فخرج إليهم هارون ليسكنهم فرماه بعض المغاربة بسهم فقتله وبلغ محمد بن سليمان الخبر فدخل هو ومن معه الفسطاط واحتووا على دور آل طولون وأموالهم وتقبض على جميعهم وهم بضعة عشر رجلا فقيدهم وحبسهم واستصفى أموالهم وكتب بالفتح إلى المكتفى وكانت هذه الوقيعة في صفر وكتب إلى محمد بن سليمان في إشخاص آل طولون إلى بغداد وألا يبقى منهم أحدا بمصر ولا الشأم ففعل ذلك (ولثلاث) خلون من ربيع الاول سقط الحائط من الجسر الاول على جثة القرمطى وهو مصلوب فطحنه ولم يبق منه شئ.
مخ ۶