Signs of the Hour
صحيح أشراط الساعة
خپرندوی
الدار العثمانية،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
صحيح أشراط الساعة
بقلم
عصام موسى هادي
بسم الله الرحمن الرحيم
ناپیژندل شوی مخ
المقدمة
إنَّ الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ .
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا﴾ ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا﴾ .
أما بعد: فإن النبي ﷺ ما علم لنا من خير يقرِّبنا
1 / 5
من الجنة إلا وحدثنا به. وما علم لنا من شرٍّ يقربنا من النار إلا وحذرنا منه. ومن جملة ما حدثنا به النبي ﷺ: أشراط الساعة وعلاماتها، والفتن والمهلكات التي تكون بين يديها.
وقد أكثر الناس في زماننا من الحديث عنها؛ لكثرة الفتن والمحن التي وقعت على المسلمين، مما جَرَّ بعض من لا خلاق له إلى وضع أحاديث مكذوبة ولا أصل لها. وبعضهم لجأ إلى كتب قديمة جمعت الغث والسمين، ومن أشهرها كتاب «الفتن» لنعيم بن حماد (١)، وهو كتاب مليء بالمنكرات والأحاديث الموضوعة، والآثار الباطلة سندًا ومتنًا.
أقول: لذلك أحببت أن أجمع ما صَحَّ من أحاديث في علامات الساعة وأشراطها وخصوصًا مما صححه شيخنا العلامة المحدث ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى -، مقسمًا العلامات إلى صغرى، ووسطى، وكبرى (٢)، فالصغرى ما حدثنا عنه النبي ﷺ ووقع وانقضى، والوسطى ما حدثنا عنه وقد وقع وهو
_________
(١) قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٠/٦٠٩): «وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير» .
(٢) واعلم أن هذا التقسيم إنما هو اصطلاحي من بعض أهل العلم وإلا فهو لم يرد عن النبي ﷺ
1 / 6
مع الأيام في ازدياد، والكبرى العلامات الكبار كالمهدي والدجال ونحو ذلك.
وقد حرصت كل الحرص على تقريبها وتسهيلها للعامة مبتعدًا عن الإطالة في التخريج وتضخيم الكتاب بما لا حاجة ماسة فيه للقارئ.
والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه وأن يضع له القبول.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتبه
عصام موسى هادي
****************
1 / 7
مبعثه ﷺ -
١- عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «بعثت أنا والساعة كهاتين (١») (٢) .
٢- عن أبي جبيرة عن أشياخ من الأنصار قالوا: سمعنا رسول الله ﷺ يقول: «بعثت في نَسَم (٣) الساعة» (٤) .
٣- عن سهل بن سعد الساعدي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان،
_________
(١) يعني: السبابة والوسطى كما في الصحيحين.
(٢) رواه البخاري (٨/١٣١-١٣٢) ومسلم (٤/٢٢٦٨) .
(٣) هو من النسيم أول هبوب الريح الضعيفة؛ أي: بعثت في أول أشراط الساعة وضعف مجيئها قاله في النهاية.
(٤) رواه الدولابي في الكنى (١/٢٣) والعسكري في تصحيفات المحدثين (٢/٢١٣) انظر الصحيحة لشيخنا الألباني ﵀ (٨٠٨) .
1 / 9
مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومٌ طليعة، فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه: أتيتم أتيتم، أنا ذاك، أنا ذاك» (١) .
موته ﷺ -
١- عن عوف بن مالك ﵁ قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم (٢)، فقال: «اعْدُدْ سِتًَّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوْتَانٌ (٣) يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنم (٤)، ثم استفاضةُ المال حتى يعطى الرجلُ مائةَ دينار فيظلُّ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (٥) تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا» (٦) .
_________
(١) رواه الطبري في تاريخه (١/١٧) قلت: وكان شيخنا أورده في ضعيف الجامع ثم أوقفته على إسناد صحيح له فقال: يحول من ضعيف الجامع إلى صحيحه.
(٢) من جلد.
(٣) بضم الميم وسكون الواو قال القزاز: هو الموت. وقال غيره: الموت الكثير الوقوع. قاله في الفتح (٦/٢٧٨) .
(٤) داء يصيب الغنم فيقتلها.
(٥) راية.
(٦) رواه البخاري (٤/١٢٤) .
1 / 10
فتنة العصمة منها بالسيف
١- عن حذيفة بن اليمان ﵁ قال: كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر (١)، فجاءنا الله بهذا الخير (٢) [فنحن فيه] [وجاء بك] فهل بعد هذا الخير من شر [كما كان قبله]؟ [قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه، (ثلاث مرات)] قال: قلت: يا رسول الله! أبعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، [قلت: فما العصمة منه (٣)؟ قال: السيف (٤)] [قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟] (وفي رواية: وهل بعد السيف من بقية؟) قال: نعم، (وفي رواية: تكون إمارة - وفي لفظ -
_________
(١) إشارة إلى ما كان قبل الإسلام من الكفر وقتل بعضهم بعضًا ونهب بعضهم بعضًا وإتيان الفواحش.
(٢) يعني: الإسلام.
(٣) الشر الأول هو ردة بعض القبائل عن الإسلام بعد موت رسول الله ﷺ.
(٤) إشارة إلى تحسين ما وقع من أبي بكر في قمع تلك الفتنة بالسيف.
1 / 11
جماعة على أقذاء (١) وهدنة على دَخَن (٢)، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم وفي رواية: [يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي] ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، [وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس]، وفي رواية: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، [فتنة عمياء صماء عليها] دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله فما
تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؛ [تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع]، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو
_________
(١) جمع قذىً وهو: ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ والمراد: اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم. النهاية (٤/٣٠) .
(٢) أي على فساد واختلاف تشبيهًا بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد تحت الصلاح الظاهر. النهاية (٢/١٠٩) .
1 / 12
تعض بأصل شجرة (١) حتى يدرك الموت وأنت على ذلك، وفي رواية: فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جِذلٍ خير لك من أن تتبع أحدًا منهم، وفي رواية: فإن رأيت يومئذٍ لله ﷿ في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فإن لم تر خليفة؛ فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: يخرج الدجال، قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: بنهر - أو قال: ماء ونار -، فمن دخل نهره حَطَّ أجره ووجب وزره (٢)، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره، قلت: يا رسول الله! فما بعد الدجال؟ قال: عيسى بن مريم، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت (٣) فرسًا لم تركب فُلُوَّها (٤) حتى تقوم الساعة.
_________
(١) قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان، وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة. الفتح (١٣/٣٦) .
(٢) المعنى حبط عمله وأخذ بذنوبه.
(٣) أي ولدت الفرس.
(٤) المهر الصغير.
1 / 13
خَرَّجَهُ شيخنا الألباني ﵀ في الصحيحة (٢٧٣٩) جامعًا زياداته وطرقه وألفاظه (١) .
ظهور قوم يدعون النبوة بعده ﷺ -
١- عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين، كلهم يقول: أنا نبي، أنا نبي (٢) !» (٣) .
٢- عن حذيفة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «في أمتي كذابون، ودجالون، سبعة وعشرون، منهم أربعة نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي (٤») (٥) .
_________
(١) قال شيخنا - بعد إيراده الحديث -: «هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته ﷺ، ونصحه لأمته، ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة والحزبية التي فرقت جمعهم، وشتتت شملهم، وأذهبت شوكتهم، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم، مصداق قوله تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾» .
(٢) قلت: وكان أولهم الأسود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة.
(٣) رواه أحمد (٢/٤٢٩) .
(٤) وقال شيخنا: «وفي الحديث ردّ صريح على القاديانية وابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد النبي ﷺ، وأن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب ودجال من أولئك الدجاجلة» .
(٥) رواه أحمد (٥/٣٩٦) وصححه شيخنا في الصحيحة (١٩٩٩) .
1 / 14
ظهور الفتن بموت عمر بن الخطاب ﵁ -
١- عن حذيفة ﵁ قال: بينا نحن جلوس عند عمر ﵁ إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا بل يكسر، قال عمر: إذًا لا يغلق أبدًا، قلت: أجل، قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله من الباب؟ فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر (١) .
٢- عن حذيفة ﵁ قال: ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ؛ إلا موتة في عنق رجل يموتها وهو عمر (٢) .
_________
(١) رواه البخاري (٩/٦٨) ومسلم (٤/٢٢١٨) .
(٢) رواه ابن أبي شيبة (١٥/٦٩٦) والروياني (٣/١٠٧) .
1 / 15
قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵁ ظلمًا
١- عن عائشة ﵂ قالت: جاء عثمان ﵁، فأقبل عليه - يعني النبي ﷺ بوجهه، فسمعته يقول: «يا عثمان إنَّ الله تعالى لعله أن يقمصك (١) قميصًا (٢)، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه» (٣) .
٢- عن أبي هريرة ﵁ قال - وعثمان محصور في الدار -: «ستكون فتنة واختلاف، قلنا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالأمير وأصحابه - وأشار إلى عثمان -» (٤) .
٣- عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ في مرضه: «وددت أن عندي بعض أصحابي» قلنا: يا رسول الله ألا ندعوا لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعوا لك عمر؟ فسكت. قلنا ألا ندعوا لك عثمان؟ قال: «نعم» فجاء، فخلا به، فجعل
_________
(١) أي يلبسك.
(٢) أراد به الخلافة.
(٣) رواه ابن أبي عاصم في السنة (١١٧٢) وقال شيخنا الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٤) رواه أحمد (٢/٣٤٥) وابن أبي شيبة (٦/٣٦٣) وابن أبي عاصم (٢/٥٨٧) .
1 / 16
النبي ﷺ يكلمه ووجه عثمان يتغير.
قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول الله ﷺ عهد إليَّ عهدًا فأنا صائر إليه. قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم (١) .
٤- عن كعب بن عجرة ﵁ قال: ذكر رسول الله ﷺ فتنة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله ﷺ: «هذا يومئذ على الهدى» . فوثبت فأخذت بضبعي (٢) عثمان، ثم استقبلت رسول الله ﷺ، فقلت: هذا؟ قال: «هذا» (٣) .
إذا وضع السيف في الأمة لم يرفع
١- عن ثوبان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وضع السيف (٤) في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة (٥») (٦) .
_________
(١) رواه ابن ماجه (١/٤٢) .
(٢) الضبع: وسط العضد.
(٣) رواه ابن ماجه (١/٤١) .
(٤) المعنى: وقوع القتال بين الأمة نفسها.
(٥) قال ابن العربي: «وكانت هذه الأمة معصومة منه مدة من صدر زمانها مسدودًا عنها باب الفتنة حتى فتحت بقتل إمامها عثمان فكان أول وضع السيف» نقله عنه المناوي في الفيض (١/٤٥٢) .
(٦) رواه الترمذي (٤/٤٩٠) .
1 / 17
وقعة الجمل
١- قال رسول الله ﷺ: «لتقاتلنه وأنت ظالم له. - يعني الزبير وعليًا ﵄) (١) .
٢- عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة؛ بلغت مياه بني عامر ليلًا، نبحت الكلاب. قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. قالت: ما أظنني إلا أني راجعة. فقال بعض من كان معها: بل تقدمين، فيراك المسلمون، فيصلح الله ﷿ بينهم. قالت: إن رسول الله ﷺ قال لها ذات يوم: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب» (٢) .
٣- عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ لنسائه: «أيتكن صاحبة الجمل الأدبب (٣) يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت؟!» (٤) .
٤- عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كنا عند
_________
(١) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/٥٤٥) والحاكم (٣/٤١٣) وقال شيخنا في الصحيحة (٦/٣٤٣): «صحيح لطرقه» .
(٢) رواه أحمد (٦/٥٢) وإسحاق ابن راهويه (٣/٨٩١) وابن أبي شيبة (٧/٥٣٦) .
(٣) كثير الشعر.
(٤) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/٥٣٨) .
1 / 18
حذيفة ﵁، فقال بعضنا: حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله ﷺ، قال: لو فعلت لرجمتموني، قال: قلنا: سبحان الله أنحن نفعل ذلك؟! قال: أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها شديد بأسها صدقتم به؟! قالوا: سبحان الله ومن يصدق بهذا؟! ثم قال حذيفة: أتتكم الحميراء (١) في كتيبة يسوقها أعلاجها (٢) حيث تسوء وجوهكم، ثم قام فدخل مخدعًا (٣) .
وقعة صفين
١- قال النبي ﷺ لعمار بن ياسر: «تقتلك الفئة الباغية» (٤) .
٢- عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة» (٥) .
_________
(١) أي: عائشة.
(٢) الرجل الضخم القوي.
(٣) رواه الحاكم (٤/٤٧١) والطبراني في الأوسط (٢/٣٥) .
(٤) رواه البخاري (١/١٢٢) ومسلم (٤/٢٢٣٦) .
(٥) رواه البخاري (٤/٢٤٣) ومسلم (٤/٢٢١٤) .
1 / 19
ظهور الخوارج (١)
١- عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق» (٢) .
٢- عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج فرق قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال» (٣) .
٣- عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله»، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: «لا، ولكنه خاصف النعل. يعني عليًا ﵁» (٤) .
٤- عن علي بن أبي طالب ﵁ أنه قال يوم
_________
(١) الخوارج فرقة كفرت مرتكب الكبيرة.
(٢) رواه مسلم (٢/٧٤٥) .
(٣) رواه ابن ماجة (١/٦١) .
(٤) رواه النسائي في الخصائص (٢٩) وابن حبان (٢٢٠٧) قاله شيخنا في الصحيحة (٢٤٨٧) .
1 / 20
النهروان: «أمرت بقتال المارقين وهؤلاء المارقون (١») (٢) .
٥- عن أبي سعيد ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من ضئضئ هذا - أو في عقب هذا - قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم؛ لأقتلنهم قتل عاد» (٣) .
٦- وفي رواية: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله (٤) فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه (٥) فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه (٦) فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم (٧) رجل
_________
(١) يعني الخوارج.
(٢) رواه ابن أبي عاصم في السنة (٩٠٧) وصححه شيخنا لشواهده.
(٣) رواه البخاري (٤/١٦٧) ومسلم (٢/٧٤١) .
(٤) النصل: حديدة السهم.
(٥) مدخل النصل من السهم.
(٦) ريش السهم.
(٧) علامتهم.
1 / 21
أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة (١) تَدَرْدَر (٢)، ويخرجون على حين فرقة من الناس» .
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي ﷺ الذي نعته (٣) .
وفي رواية: قيل يا رسول الله ما سيماهم؟ قال: «سيماهم التحليق. أو قال: التسبيد (٤») (٥) .
٧- عن علي ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة» (٦) .
_________
(١) قطعة اللحم.
(٢) أي تضطرب.
(٣) رواه البخاري (٤/٢٤٣) ومسلم (٢/٧٤٤) .
(٤) حلق الرأس.
(٥) رواه البخاري (٩/١٩٨) .
(٦) رواه البخاري (٤/٢٤٤) ومسلم (٢/٧٤٦) .
1 / 22
٨- عن سهل بن حنيف ﵁ عن النبي ﷺ قال: «يتيه (١) قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم» (٢) .
٩- عن أبي سعيد وأنس بن مالك ﵄ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل» (٣) .
١٠- عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج فيكم أو يكون فيكم قوم يتعبدون ويتدينون حتى يعجبوكم وتعجبهم أنفسهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» (٤) .
إصلاح الحسن بن علي بين المؤمنين
١- عن أبي بكرة ﵁ قال: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى،
_________
(١) أي: يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق.
(٢) رواه مسلم (٢/٧٥٠) .
(٣) رواه أبو داود (٤٧٦٥) .
(٤) رواه ابن أبي عاصم في السنة (٢/٤٦١) .
1 / 23
ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (١) .
مدة الخلافة بعده ﷺ -
١- عن سفينة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا» (٢) .
ظهور الشيعة (٣) والنواصب (٤)
١- عن علي ﵁ قال: ليحبني قوم حتى
_________
(١) رواه البخاري (٣/٢٤٤) .
(٢) رواه أحمد (٥/٢٢٠) وأبو داود (٤٦٤٦ و٤٦٤٧) وغيرهما كما في الصحيحة لشيخنا الألباني (٤٥٩) .
(٣) فرقة تظاهرت بحب آل البيت وهي تبطن عقائد مجوسية ويهودية ووثنية كفرت الصحابة وخصوصًا الشيخين الصديق وعمر ﵄ وزعمت أن النبي ﷺ جعل الإمامة بعده في علي لكن الصحابة غصبوه حقه فمن لم يؤمن بذلك فهو عندهم كافر إلى غير ذلك من عقائد باطلة اعتقدوها ونسبوها زورًا وبهتانًا إلى آل البيت.
(٤) فرقة عادت آل البيت ووقعت فيهم ولكنها انقرضت ومذهب أهل السنة وسط بين هاتين الطائفتين فهم يحبون آل البيت ويعرفون قدرهم ويحبون الصحابة ويعرفون قدرهم وجهادهم.
1 / 24