المبحث الحادي عشر مؤلفاته (١)
كان المؤلف - رحمه الله تعالى - من المكثرين من التصنيف، حيث وصل مجموع ما عُرِف من مؤلفاته إلى تسعة وعشرين مُؤَلفًا.
ويلاحظ على غالب مؤلفات ابن حمدان أنَّها مسودات بخطه لم تَكْمُل، ولهذا الأَمر سببان:
السبب الأَول: منهجه في التأليف، حيث إنه كان يعمل في أكثر من كتاب في ذات الوقت، فكان هذا سبب تأخر إتمام كثير من كتبه، وهذه نماذج من كلامه في هذا الأَمر:
قال ابن حمدان في "الإيجاز": "وقد جمعنا للمبتدئ والمنتهي كُتُبًا في المذهب وغيره لم تَكْمُل، بيَّنَّا فيها الأَقوال وقائليها، والروايات وناقليها، والأَوجه ومخرِّجيها، والاحتمالات ومبتدئيها، وغير ذلك مما أهملناه هنا، ونرجو تمام ذلك إن شاء الله - تعالى -" (٢).
وقال في "الغاية شرح الرعاية": "وتحرير الأَدلة والمآخذ بعيدة عن عرف العلماء في هذا الزمان، كثيرة الاختلاف، قليلة الائتلاف، وتأخر إتمام "الجامع المنضد" و"الحاوي" و"النهاية"؛ لطولها، واتساعها، وامتداد باعها، أحببت أن
_________
(١) في النية - إن شاء الله - إخراج جميع كُتُب المؤلِّف المخطوطة، ففيها الكثير من الفائدة.
(٢) "الإيجاز": ٦/ ب.
1 / 36