مر الأطفال وكان من بينهم محمد بن عبده أبو السيد، وكانت هذه الشلة من الأطفال قد عودته أن ترد تحيته في إعجاب شديد يزيد على إعجاب الجماعات الأخرى من الأطفال. - السلام عليكم يا رجال.
وتخافتت الأصوات وهي تقول: سلام.
سلام فقط، أين إذن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا سيد الرجال؛ إذن الأطفال أيضا قد أصابتهم عدوى الفتور، ولكن انتظر ما هذا؟
إنه لم يكد يخطو خطوتين حتى سمع صوتا، إنه يعرفه، يعرف الصوت قال الصوت: جاءتك خيبة يا عدلي.
ويضحك الأطفال ولا يملك عدلي نفسه فينقلب إليهم. - ولد يا محمد كيف تقول هذا؟ - أصلك هايف، ولا مؤاخذه يا عم عدلي. - قتلت ثلاثين رجلا، ولا يمكن أن أنتهي إلى قتل الأطفال. - تستطيع أن تقتل رجلا إذا شئت يا عم عدلي. - والله لن أقتل إلا أباك. - أنا شتمتك، إنما غيري قتلك ولم تمد إليه يدا، جاءتك خيبة يا عم عدلي، وثار عدلي وهاج وعلا صوته وصرخ، لقد أعماه الغيظ عن إدراك الموقف؛ فتجمع الناس ووجد القوم آخر الأمر حديثا يسليهم عن الملالة.
ولكن عدلي لم يطق، حياته أهون من ضياع مجده.
انتظر عبد الباقي في الطريق وتحرى أن يكون ملاحقا للمكان الذي يمر به عبد الباقي، ومر عبد الباقي وأطلق عدلي رصاصة وثنى بأخرى قبل أن يقفز إليه عبد الباقي فيصرعه، ويصرخ عبد الباقي ويأتي الناس ويبلغ الحادث إلى الشرطة والنيابة، وحين يأتون إلى مكان الحادث يقرر وكيل النيابة حفظ القضية، والسبب أن المكان الذي أطلق منه عدلي الرصاص على عبد الباقي لا يسمح بالخطأ فقد كانت المسافة مترا واحدا، فالشكوى كيدية يحاولون بها سجن عدلي؛ فالأعمى وهو أعمى لا يمكن أن يخطئ من هذه المسافة القريبة.
ووجد القوم آخر الأمر شيئا يتحدثون فيه، وأصبح عدلي آخر الأمر أسطورة خزي وخذلان، وبعد شهور كان عبده أبو السيد يسير بحماره فإذا بعدلي يمسك برقبة الحمار. - حاول أن يقتلني عتاولة المجرمين يا عبده يا أبو السيد فلم يستطيعوا ولكن ابنك يا عبده أبو السيد قتلني، فوضت أمري إلى الله، فوضت أمري إلى الله.
وحدة
1 - أريد أن أقول. - قل هل منعك أحد؟ - أنت دائما تمنعيني. - أنا؟ - أنت. - ما منعتك عمري. - أنت لا تسمعين ما أقول. - أليس المهم أن تقول؟ - بل المهم أن تسمعي. - في هذه المرة أريد أن أقول وأن تسمعي. - ليس من عادتي أن أسمع. - لقد سئمت القول بلا سماع. - لن تقول شيئا جديدا. - تزوجنا من زمن بعيد، وما عندك طبعا قلته في الأيام الأولى. - حدث بيننا شيء. - لا يهم ما حدث. - ولكني أريد أن أقول. - فقل. - وتسمعين؟ - لا شأن لك. - فلا معنى للقول. - أنت حر. - لو كنت حرا لتكلمت، إن لك الحرية أن تقول. - وأنا لي الحرية ألا أسمع. - ما إصرارك هذا؟ - لا أرى فائدة في قولك ولا في سماعي. - كيف تحكمين على ما سأقول وأنت لم تسمعيه بعد. - لقد خرجت من حياتي فكل حديث لا معنى له. - ومع ذلك ليس هناك ما يمنع أن أقول وتسمعي. - لقد رأيتكما. - أنا لم أنكر هذا. - فماذا تريد أن تقول؟ - فتاة هي ... - لا تقل، لا تقل. - إذن فسأقول أنا ولك أنت أن تسمعي أو لا تسمعي.
ناپیژندل شوی مخ